تلک
المعاملات الواقعة علی ماله، و یستحق العامل الثانی أجرة عمله مع جهله
بالبطلان علی العامل الأول، لأنه مغرور من قبله {242}، و قیل یستحق علی
المالک، و لا وجه له {243}، مع فرض عدم الاذن منه له فی العمل. هذا إذا
ضاربه علی أن یکون عاملا للمالک، و اما إذا ضاربه علی ان یکون عاملا له و
قصد العامل فی عمله العامل الأول فیمکن ان یقال ان الربح للعامل الأول
{244}، بل هو مختار المحقق فی الشرائع، و ذلک بدعوی أن المضاربة الأولی
باقیة بعد فرض بطلان الثانیة و المفروض ان العامل قصد العمل للعامل الأول
فیکون کأنه هو العامل فیستحق الربح {245}، _____________________________ {242}
قد مر مکررا أن المناط فی عدم استحقاق أجرة المثل قصد المجانیة لا العلم
بالفساد و لا جهة أخری فمع عدم قصدها یستحق أجرة المثل جاهلا کان بالفساد
أو عالما به. {243} و إن کان له وجه مع الإجازة اللاحقة من المالک
للمعاملات الواقعة منه، بل یمکن القول بالاستحقاق الطولی أیضا لفرض إن عمل
العامل الأول یرجع إلی المالک، و هذا یرجع إلیه أیضا بواسطته فیتحقق
الاستیفاء الطولی فی الجملة. {244} بعد فرض کون العامل الأول کالآلة
المحضة للمالک کیف یتصور کون الربح له؟! و لو فرض کونه له فهو من حیث کونه
عاملا فیرجع بالأخرة إلی المالک. نعم، لو قال أحد أنه له من حیث نفسه فی
عرض المالک یکون له حینئذ و لکن لا أظن إن مثل المحقق یقول بذلک فلا بد من
التصرف فی عبارة المحقق لو فرض ظهورها فیما ذکر. {245} قصد العمل للعامل الأول یتصور علی قسمین: