نعم،
لا بأس بالتوکیل أو الاستئجار فی بعض المقدمات علی ما هو المتعارف {225}، و
أما الإیکال إلی الغیر وکالة أو استئجار فی أصل التجارة فلا یجوز من دون
إذن المالک، و معه لا مانع منه، کما أنه لا یجوز له أن یضارب غیره إلا بإذن
المالک {226}.[ (مسألة 31): إذا أذن فی مضاربة الغیر]
(مسألة 31): إذا أذن فی مضاربة الغیر فإما أن یکون بجعل العامل الثانی
عاملا للمالک أو بجعله شریکا معه فی العمل و الحصة و إما بجعله عاملا
لنفسه، أما الأول فلا مانع منه و تنفسخ مضاربة نفسه علی الأقوی {227}، و
احتمال بقائها مع ذلک لعدم المنافاة کما تری {228}، و یکون الربح مشترکا
بین المالک و العامل الثانی و لیس للأول شیء {229}، _____________________________ الغیر إلا بإذنه. {225} لأن التعارف یکون قرینة عرفیة علی ثبوت الإذن. {226} کل ذلک لأصالة عدم حق له علی مثل هذه التصرفات إلا بإذن صریح أو شاهد صحیح. {227} لکفایة ذلک فی الرجوع عن الإذن فی المضاربة الأولی الواقعة مع نفس العامل عند العرف فتبطل لا محالة. {228}
لأن بقاؤها من الجمع بین المتنافیین فلا بد إما من بطلان الأولی أو
الثانیة، و العرف یری أن الإذن فی المضاربة الثانیة عن المالک مستقلا ابطال
للأولی. هذا بحسب الأنظار المسامحیة العرفیة المبتنیة علیها المسائل
الفقهیة و أما بحسب التحقیق کما جزم به فی الجواهر صحة ذلک لأنها من سنخ
الإذن و الوکالة، و یجوز فیهما جعل وکیلین عرضیین، بل یتصور أقسام کثیرة
یظهر موضوعها و أحکامها لمن تأمل. {229} لأنه لا معنی لبطلان المضاربة الأولی و صحة الثانیة إلا ذلک بناء علی ما قلناه و أما بناء علی التحقیق فیشترکان أو یقتسمان.