مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام - السبزواري، السيد عبد الأعلى

نام کتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام نویسنده : السبزواري، السيد عبد الأعلى جلد : 16 صفحه : 70

.....
_____________________________
و أما عدم اعتبار القصد فی الإعانة فهو مخالف لجمیع موارد استعمالاته فی الکتاب و السنة، فانظر إلی قوله تعالی: «إیاک نعبد و إیاک نستعین»، و قوله تعالی وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلٰاةِ [1]، و تَعٰاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْویٰ [2]، و قوله علیه السّلام: «اللّه فی عون العبد ما دام العبد فی عون أخیه» [3]، إلی غیر ذلک من موارد استعمالاتها.
نعم، قلنا بتحققها فی مورد الصدق العرفی و لو مع عدم القصد، و أما مع عدم الصدق العرفی أو تشکیک العرف و تأمله فیه أیضا فمقتضی الأصل و الإطلاق عدم تحققها و لو مع العلم بتحقق الحرام، إلا إذا ثبت أن البیع مع العلم بتحقق الحرام إعانة علیه و هو أول الدعوی، ثمَّ أنه لقصد التوصل إلی الحرام مراتب.
فتارة: یقصد التوصل إلی تحققه خارجا مع العلم بأنه یتحقق و انحصار سبب التحقق به.
و أخری: یقصد التوصل إلی حصول مقدمة من مقدماته مع العلم بتحققه و الانحصار.
و ثالثة: یقصد ذلک مع عدم العلم و عدم الانحصار من دون تحقق قصد التوصل إلیه أصلا، و هذه الصورة هی التی أفتی المشهور فیها بالحلیة و الحق معهم، لما ذکرناه و قد تقدم بعض ما یناسب المقام فی الأجزاء السابقة.
و قد ظهر مما ذکرناه إنه لا فرق فی الجواز- بناء علی المشهور و لما تقدم- بین ما إذا علم البائع أن المشتری یصرف المبیع فی الحرام بإرادة منه فعلیة أو انه تحصل له إرادة کذلک فی المستقبل، للإطلاق الشامل للقسمین.
کما لا فرق بین ما إذا کان المشتری معروفا بأنه یعمل العنب خمرا و إنه شغله، أو لم یکن کذلک و إن کان الاحتیاط فی الأول أشد. و کذلک لا فرق فی الجواز و المنع بین ما إذا وقعت المعاملة بالقیمة المتعارفة أو أقل منها أو أکثر،

[1] سورة البقرة: 45.
[2] سورة المائدة: 2.
[3] الوسائل باب: 29 من أبواب فعل المعروف حدیث: 2.

نام کتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام نویسنده : السبزواري، السيد عبد الأعلى جلد : 16 صفحه : 70

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست