الموقفین
علی ما تقدم من التفصیل صح حجه {15}، و إلا تحلل بعمرة مفردة {16}، و علیه
القضاء فی القابل مع الاستقرار أو استمرار الاستطاعة وجوبا، و إلّا فندبا
{17}. _____________________________ أحل الشارع له ذلک ما دام لم یبعث دفعا للحرج و المشقة عنه. {15}
کل ذلک لما دل علی وجوب إتمام النسک بالشروع فی إحرامه مع التمکن من
الإتمام و المفروض تمکنه منه و لیس لبعث الهدی من حیث هو موضوعیة خاصة فی
التحلل، بل هو محلل بشرط عدم التمکن من الإتمام مضافا إلی الإجماع، و ما
یأتی من صحیح زرارة. {16} لعدم صحة جریان حکم المحصور علیه مع رفع عذره فیجب علیه التحلل بالعمرة کما تقدم. {17}
أما الوجوب فی الأولین: فللأدلة الدالة علی الوجوب مع الاستقرار و استمرار
الاستطاعة. و أما الاستحباب فی الأخیر: فللأدلة الدالة علی استحباب الحج
مطلقا حتی مع فقد الاستطاعة، مضافا إلی الإجماع و النص، ففی صحیح زرارة عن
أبی جعفر علیه السّلام: «إذا أحصر الرجل یبعث بهدیه فإذا أفاق و وجد من
نفسه خفة فلیمض إن ظنّ أنه یدرک الناس، فان قدم مکة قبل أن ینحر الهدی
فلیقم علی إحرامه حتی یفرغ من جمیع المناسک و لینحر هدیه، و لا شیء علیه، و
إن قدم مکة و قد نحر هدیه فإنّ علیه الحج من قابل أو العمرة، قلت: فان مات
و هو محرم قبل أن ینتهی إلی مکة، قال علیه السّلام: یحج عنه إذا کان حجة
الإسلام و یعتمر، إنما هو شیء علیه» [1]. و فی التهذیب «فإن علیه الحج من
قابل و العمرة» و نسخة الکافی و إن کانت أضبط کما هو المشهور، لکن الموافق
للقواعد ما فی نسخة التهذیب، إما بجعل العمرة العمرة التمتعیة أو عمرة
مفردة، و قید القابل للحج. [1] الوسائل باب: 3 من أبواب الإحصار و الصد حدیث: 1.