بعد
دعوی انصراف الأدلة، خصوصا مع اشتمال جملة من الأخبار علی لفظ الرجل {1}، و
لا فرق بین أن یکون حجة بالإجارة أو بالتبرع بإذن الولیّ أو عدمه و إن کان
و لا یبعد دعوی صحة نیابته فی الحج المندوب بإذن الولی {2}.[الثانی: العقل]
الثانی: العقل، فلا تصح نیابة المجنون الذی لا یتحقق منه القصد {3}،
مطبقا کان جنونه، أو أدواریا فی دور جنونه و لا بأس بنیابة السفیه {4}.
[الثالث: الإیمان]
الثالث: الإیمان {5}، لعدم صحة عمل غیر المؤمن و إن کان معتقدا _____________________________ {1}
ذکر الرجل من باب الغالب و المثال و إلا فلا ریب فی صحة استنابة المرأة عن
الرجل. و الانصراف بدویّ، و عدم الوثوق دلیل عدم الجواز فی مقام الإثبات
لا الواقع و الثبوت، و قاعدة الاشتغال محکومة بالإطلاقات فصحة استنابته
موافقة للأدلة، و لکن الأحوط الجمود علی فتوی المشهور. ثمَّ إنّه لا وجه
لابتناء صحة نیابة الصبیّ و عدمها علی أنّ عباداته تمرینیة أو شرعیة أصلا،
لأنّ النائب یقصد أمر المنوب عنه و أمر المنوب عنه شرعیّ قطعا، مع أنّ
احتمال التمرینیة إن کان بمعنی: أنّ الأمر بالأمر لیس بأمر فقد أثبتنا
خلافه فی الأصول. و إن کان بمعنی «أنّ التمرین حکمة جعل الأحکام علیه، فلا
منافاة بینه و بین الشرعیة، لأنّه یمکن أن تکون للأحکام عللا کثیرة بالنسبة
إلی المکلّفین و غیرهم، فأساس التمرینیة بلا أساس أصلا. {2} لأنّه یصح عن نفسه، فلا بد و أن یصح عن غیره أیضا، و فی المدارک دعوی القطع بالصحة. {3}
بالضرورة بین الفقهاء، بل العقلاء لعدم اعتماد الجمیع علی أفعال المجانین
خصوصا مثل هذا العمل الذی له أحکام کثیرة و موضوعات مختلفة. {4} للإطلاقات، و العمومات، و عدم ما یصلح للتقیید و التخصیص. {5}
و تقتضیه غریزة الاختلاف المذهبی و إن توافقوا فی الأصول الإسلامیة و
الدّینیة. و بعد ذلک لا نحتاج إلی الاستشهاد بالوجوه القابلة للخدشة. و
لعله لذلک