عدم
الإمکان یکون علیه مرّة أخری {1}، و لا فرق فی ذلک بین الزکاة المعزولة و
غیرها {2}، و کذا فی المسألة السابقة. و کذا الحال لو بان أنّ المدفوع إلیه
کافر أو فاسق إن قلنا باشتراط العدالة، أو ممن تجب نفقته علیه، أو هاشمیّ
إذا کان الدافع من غیر قبیلة {3}. _____________________________ {1} لما تقدم فی المسألة السابقة من الأصل، و الإطلاق، و الاتفاق. {2}
لقاعدة الاشتغال، و إطلاق أدلّة اعتبار الشرائط فی مصرف الزکاة فتشمل تلک
الإطلاقات المعزولة و غیرها. نعم، لو دل دلیل علی أنّ المعزولة کالمصروفة
فی المصرف الواقعی، و کإیصال الزکاة إلی أهلها من کل حیثیة و جهة تفترق
المعزولة عن غیرها حینئذ، و لکن لا دلیل کذلک فی البین و غایة ما یستفاد من
تشریع العزل أنّ للمالک ولایة إفراز حق الفقراء و هذا أعمّ من کون العزل
کالإیصال إلی المستجمع للشرائط واقعا کما هو واضح. و قد تقدم الضمان فی
المعزولة إن تلفت مع التعدّی و التفریط لا بدونه، و حینئذ فإن قامت حجة
معتبرة علی الفقر و دفع معتمدا علیها فلا یضمن مع عدم إمکان الارتجاع، لعدم
التعدّی و التفریط و إلا فیضمن کما هو واضح. {3} کل ذلک، لأنّ الشرائط
المعتبرة فی مصرف الزکاة واقعیة، و معنی الشرطیة الواقعیة عدم الإجزاء عند
انکشاف الخلاف کما ثبت فی محله إلا أن یدل دلیل آخر علی الإجزاء و هو
مفقود. و لکن نسب إلی المشهور الإجزاء، لإجماع المختلف، و لقاعدة
الإجزاء، و ما تقدم من صحیح عبید [1]، و لأنّ الشرط الإحرازی الظاهری موضوع
للحکم الواقعیّ. و الکل مردود- أما الأول: فلعدم الاعتماد علیه، مع کثرة المخالف. و أما الثانی: فقد ثبت فی محله عدم الإجزاء مع تبین الخلاف. [1] تقدم فی صفحة: 188 و ما بعدها.