..... _____________________________ ذلک فلیس فیه خیر» [1]. و قریب منه مرسل ابن الهیثم [2]. و فیه: أنّ عدم الخیر أعم من النجاسة بلا شبهة. فتلخص:
أنّ المرجع أصالة الطهارة بعد عدم ما یصح الاعتماد علیه للنجاسة. و یمکن
جعل النزاع لفظیا، بل الظاهر أنّه بعد التأمل التام کذلک فمن قال بالنجاسة
أی فی صورة الإسکار. و من قال بالطهارة أی فی صورة عدمه. و قال فی
المستند: «و یختلج ببالی أن یکون جماعة من القدماء عبّروا عن الخمر بمثل
ذلک، و لأجله وقع فی العصیر الخلاف» و یظهر منه أیضا أنّ الخلاف لفظی. ثمَّ
إنّ الکلمات مختلفة ففی بعضها التعبیر بالغلیان، و فی آخر بالاشتداد و فی
ثالث بصیرورة الأسفل أعلی. و لکلّ منها مراتب متفاوتة، و یکفی فی الحرمة و
النجاسة- علی القول بها- حصول أول مراتبها. و الظاهر ملازمة التعبیرات
الثلاثة و لو بالنسبة بحسب بعض مراتبها. قال الصادق علیه السلام فی صحیح
حماد: «لا یحرم العصیر حتّی یغلی» [3]. و قال علیه السلام أیضا: «تشرب
ما لم یغل فإذا غلی فلا تشربه، قلت: أی شیء الغلیان؟ قال: القلب» [4]. و
المراد به صیرورة الأعلی أسفل، کما أنّ المراد بالاشتداد ذلک أیضا. قال
فخر المحققین: «المراد بالاشتداد عند الجمهور الشدة المطربة، و عندنا أن
یصیر أعلاه أسفله بالغلیان». فمرجع الکلمات إلی شیء واحد، و یساعده العرف
أیضا، إذ لیس للفقهاء اصطلاح خاص بهم. و أما النشیش فقد وقع التصریح به فی خبر ذریح قال: «سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام یقول: إذا نش العصیر أو غلی حرم» [5]. و لا بد و أن یکون بغیر الغلیان، و إلا فلا وجه لذکره بعده، لأنّ الغلیان [1] الوسائل باب: 2 من أبواب الأشربة المحرمة حدیث 7. [2] الوسائل باب: 2 من أبواب الأشربة المحرمة حدیث 6. [3] الوسائل باب: 3 من أبواب الأشربة المحرمة حدیث: 1. [4] الوسائل باب: 3 من أبواب الأشربة المحرمة حدیث: 3. [5] الوسائل باب: 3 من أبواب الأشربة المحرمة حدیث: 4.