..... _____________________________ (کالحسن) فیصح الحمل حینئذ بلا محذور. و
أخری: بأنّه لم یثبت کون النجس فی زمان نزول الآیة بالمعنی المبحوث عنه فی
المقام. و فیه: أنّه لا ریب فی کونه بمعنی القذارة لغة. و عرفا، و نزلت
الآیة الکریمة علی طبقهما، و إطلاق النجاسة و القذارة یشمل المتعارف بل هو
المنساق منه عرفا، ثبتت الحقیقة الشرعیة فی النجاسة و القذارة، أو لا، و قد
تقدم فی قول الصادق علیه السلام: «الکلب رجس نجس» [1]. مع أنّه لم
یستشکل أحد فی أنّ المراد بالنجاسة فیه هذا المعنی المعهود، و کذا قوله
علیه السلام: «لا و اللّه إنّه نجس» [2]، بل جعلوه من أقوی الأدلة علی
النجاسة. و بالجملة: إنّ النجس و الرجس، و القذر، و الطهارة و نحوها،
کانت موضوعات متعارفة رتب الشارع علیها أحکاما خاصة، کسائر الموضوعات التی
تکون مورد الأحکام. إن قلت: نعم، لعلّ القذارة فی المشرکین شیء معنوی غیر الخباثة الظاهریة، فلا تدل الآیة الکریمة علی النجاسة. قلت:
الظاهر من قوله تعالی (نجس) النجاسة و القذارة العینیة، المسببة عن الشرک،
و لا ینسبق إلی الأفهام المتعارفة منها إلا ذلک، لتعارف استعمال النجس فی
مثل هذه القذارات. إن قلت: حرمة دخول المشرکین فی المسجد الحرام یجوز أن
تکون لجهة أخری، دون القذارة، و إلا وجب أن یقید بما إذا استلزمت التلوث و
السرایة. قلت: یمکن أن تکون لها علل شتّی، هذه إحداها، و هی نحو نجاسة یحرم معها الدخول و لو لم یستلزم التلوث و السرایة، لإطلاق الأدلة. هذا بعض الکلام فی المشرکین و منهم المجوس أیضا، لأنّهم و إن کان لهم [1] تقدم فی صفحة: 352. [2] الوسائل باب: 12 من أبواب النجاسات حدیث: 6.