والظاهر أنّ ما
في «الفقه الرضوي» محمول على التقيّة ، لموافقته لمذهب جماعة من العامّة [٢] ، وكذلك الحال
فيما روى عن البقباق ، وما في «التهذيب» من الخبر الدالّ على الإتمام والصيام في
ضياع بني العمّ [٣] ، إذ عرفت أنّ عدم القصر في الضيعة مذهب العامّة ، مع
عدم صحّة سنده واحتمال توجيه آخر.
مع أنّ البقباق
روى عنه بسند آخر أنّه سأل الصادق عليهالسلام عن المسافر ينزل على بعض أهله يوما وليلة؟ قال : «يقصّر
الصلاة» [٤].
وهذا السند
صحيح ، إذ ليس فيه سوى أبان وهو ثقة عند جماعة من المحقّقين [٥] ، وبسطنا
الكلام في توثيقه في «التعليقة» [٦].
مع احتمال أن
يكون المراد ممّا هو في الموثّق ما هو في الصحيح ، إذ الظاهر اتّحاد الروايتين ،
كما لا يخفى على المتأمّل.
فيكون المعنى :
الذي أحبّه أن يقصّر الصلاة ، أو يكون أفعل تعجّب ، أو غير ذلك ، أو توهّم الراوي
الآخر عن البقباق. وكيف كان ، لا يقاوم الحجج ، وإن سلّمنا كونه حجّة.
[١]تهذيب الأحكام :
٣ / ٢٣٣ الحديث ٦٠٨ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥١٠ الحديث ١١٣٠٩.
[٣]تهذيب الأحكام :
٣ / ٢١١ الحديث ٥١١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥١٠ الحديث ١١٣٠٨.
[٤]تهذيب الأحكام :
٣ / ٢١٧ الحديث ٥٣٥ ، الاستبصار : ١ / ٢٣١ الحديث ٨٢٤ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥١٠
الحديث ١١٣٠٧ ، ولا يخفى أنّ المراد من فضل بن عبد الملك في هذه الرواية هو
البقباق ، لاحظ! تنقيح المقال : ٣ / ٢٣.
[٥]خلاصة الرجال
للحلّي : ٢١ ، جامع الرواة : ١ / ٩.