responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 98

عليك مؤونة ، وأحسن لك معونة ، وأحنى عليك عطفا ، وأقلّ لغيرك إلفا [١] ، فاتّخذ أولئك خاصّة لخلواتك وحفلاتك ، ثمّ ليكن آثرهم عندك أقولهم بمرّ الحقّ لك [٢] وأقلّهم مساعدة فيما يكون منك ممّا كره اللّه لأوليائه واقعا [ذلك] من هواك حيث وقع [٣]. والصق بأهل الورع والصّدق ، ثمّ رضهم على أن لا يطروك [٤] ولا يبجحوك بباطل لم تفعله ، فإنّ كثرة الإطراء تحدث الزّهو وتدنى من العزّة.

ولا يكوننّ المحسن والمسىء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ فى ذلك تزهيدا لأهل الاحسان فى الاحسان ، وتدريبا لأهل الإساءة على الاساءة! وألزم كلاّ منهم ما ألزم نفسه [٥]. واعلم أنّه ليس شىء بأدعى إلى حسن ظنّ راع برعيّته من إحسانه إليهم [٦] وتخفيفه المؤونات عليهم ، وترك استكراهه إيّاهم على ما ليس


[١] الألف ـ بالكسر ـ : الألفة والمحبة.

[٢] ليكن أفضلهم لديك أكثرهم قولا بالحق المر ، ومرارة الحق : صعوبته على نفس الوالى.

[٣] «واقعا» : حال مما «كره اللّه» ، أى : لا يساعدك على ما كره اللّه حال كونه نازلا من ميلك إليه أى منزلة ، أى : وإن كان من أشد مرغوباتك

[٤] «رضهم» : أى : عودهم على أن لا يطروك ـ أى : يزيدوا فى مدحك ـ ولا يبجحوك ـ أى : يفرحوك بنسبة عمل عظيم إليك ولم تكن فعلته ، والزهو ـ بالفتح ـ : العجب. و «تدنى» أى : تقرب من العزة ، أى : الكبر

[٥] فان المسيء لزم نفسه استحقاق العقاب ، والمحسن ألزمها استحقاق الكرامة

[٦] إذا أحسن الوالى إلى رعيته وثق من قلوبهم بالطاعة له ، فان الاحسان قياد

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست