نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 81
أأقنع من نفسى بأن يقال أمير المؤمنين ولا
أشاركهم فى مكاره الدّهر؟ أو أكون أسوة لهم فى جشوبة العيش [١] ، فما خلقت ليشغلنى أكل الطّيّبات
كالبهيمة المربوطة همّها علفها ، أو المرسلة شغلها تقمّمها [٢] تكترش من أعلافها ، وتلهو عمّا يراد
بها ، أو أترك سدى وأهمل عابثا ، أو أجرّ حبل الضّلالة ، أو أعتسف طريق المتاهة [٣]. وكأنّى بقائلكم يقول : «إذا كان هذا
قوت ابن أبى طالب فقد قعد به الضّعف عن قتال الأقران ومنازلة الشّجعان»؟! ألا وإنّ
الشّجرة البريّة أصلب عودا ، والرّوائع الخضرة أرقّ جلودا [٤] ،
والنّباتات البدويّة أقوى وقودا [٥] وأبطأ خمودا! وأنا من
رسول اللّه كالصّنو من الصّنو ، والذّراع من العضد [٦]. واللّه
لو تظاهرت العرب على
[١] الجشوبة : الخشونة
، وتقول : جشب الطعام ـ كنصر وسمع ـ فهو جشب وجشب ـ كشهم وبطر ـ وجشيب ومجشاب ومجشوب
، أى : غلظ فهو غليظ ، او بلا أدم ، وجشبه : طحنه جريشا.
[٥] الوقود : اشتعال
النار ، أى : إذا وقدت بها النار تكون أقوى اشتعالا من النباتات غير البدوية وأبطأ
منها خمودا ، ويروى «والنباتات العذية أقوى وقودا» وهى النباتات التى لا يسقيها
إلا ماء المطر ،
[٦] الصنوان : النخلتان
يجمعهما أصل واحد ، فهو من جرثومة الرسول
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 81