نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 73
النّاس قد خزيت [١] ، وهذه الأمّة قد فنكت وشغرت [٢] ، قلبت لابن عمّك ظهر المجنّ [٣] ففارقته مع المفارقين ، وخذلته مع
الخاذلين ، وخنته مع الخائنين فلا ابن عمّك آسيت [٤] ،
ولا الأمانة أدّيت ، وكأنّك لم تكن اللّه تريد بجهادك وكأنّك لم تكن على بيّنة من
ربّك ، وكأنّك إنّما كنت تكيد هذه الأمّة عن دنياهم [٥] وتنوى
غرّتهم عن فيئهم ، فلمّا أمكنتك الشّدّة فى خيانة الأمّة أسرعت الكرّة ، وعاجلت
الوثبة ، واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم المصونة لأراملهم وأيتامهم اختطاف
الذّئب الأزلّ دامية المعزى الكسيرة [٦] فحملته إلى الحجاز
رحيب الصّدر بحمله غير متأثّم من أخذه [٧]
كأنّك ـ لا أبا
[١] كلب ـ كفرح ـ : اشتد
وخشن ، والكلبة ـ بالضم ـ : الشدة والضيق وحرب ـ كفرح ـ اشتد غضبه ، أو كطلب : بمعنى
سلب مالنا ، وخزيت ـ كرضيت ـ وقعت فى بلية الفساد الفاضح
[٢] من «فنكت
الجارية» إذا صارت ماجنة ، ومجون الأمة أخذها بغير الحزم فى أمرها كأنها هازلة ، وشغرت
: لم يبق فيها من يحميها
[٣] المجن. الترس ،
وهذا مثل يضرب لمن يخالف ما عهد فيه
[٥] كاده عن الأمر : خدعه
حتى ناله منه ، والغرة : الغفلة ، والفىء : مال الغنيمة والخراج
[٦] الأزل : السريع
الجرى ، أو الخفيف لحم الوركين ، والدامية : المجروحة والكسيرة : المكسورة ، والمعزى
، أخت الضأن ، اسم الجنس كالمعز والمعيز
[٧] التأثم : التحرز
من الاثم ، بمعنى الذنب. و «لا أبا لغيرك» : تقال للتوبيخ مع التحامى من الدعاء
عليه ، وحدرت : أسرعت إليهم ، بتراث أو ميراث ، أو هو من «حدره» بمعنى حطه من أعلى
لأسفل
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 73