أمّا بعد ، فقد بلغنى عنك أمر إن كنت
فعلته فقد أسخطت ربّك ، وعصيت إمامك ، وأخزيت أمانتك [٢] بلغنى أنّك جرّدت الأرض فأخذت ما تحت
قدميك ، وأكلت ما تحت يديك فارفع إلىّ حسابك ، واعلم أنّ حساب اللّه أعظم من حساب
النّاس ، [والسّلام]
أمّا بعد ، فإنّى كنت أشركتك فى أمانتى
، وجعلتك شعارى وبطانتى ، ولم يكن رجل من أهلى أوثق منك فى نفسى لمواساتى وموازرتى
[٤] وأداء الأمانة إلىّ ، فلمّا رأيت الزّمان على
ابن عمّك قد كلب ، والعدوّ قد حرب ، وأمانة
[١] وإن تعجزانى عن
الايقاع بكما ، وتبقيا فى الدنيا بعدى ، فأمامكما حساب اللّه على أعمالكما
[٢] ألصقت بأمانتك
خزية ـ بالفتح ـ أى : رزية أفسدتها ، وكان هذا العامل أخذ ما عنده من مخزون بيت
المال
[٤] المواساة : من «آساه»
إذا أناله من ماله عن كفاف لا عن فضل ، أو مطلقا وقالوا : ليست مصدرا لواساه فانه
غير فصيح ، وتقدم للامام استعماله ، وهو حجة والموازرة : المناصرة
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 72