نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 58
وحفظ ما فى الوعاء
بشدّ الوكاء ، وحفظ ما فى يديك أحبّ إلىّ من طلب ما فى يد غيرك [١]. ومرارة اليأس خير من الطّلب إلى
النّاس ، والحرفة مع العفّة خير من الغنى مع الفجور ، والمرء أحفظ لسرّه [٢]. وربّ ساع فيما يضرّه [٣]! من أكثر أهجر [٤] ،
ومن تفكّر أبصر! قارن أهل الخير تكن منهم ، وباين أهل الشّرّ تبن عنهم! بئس
الطّعام الحرام ، وظلم الضّعيف أفحش الظّلم. إذا كان الرّفق خرقا كان الخرق رفقا [٥]. ربّما
كان الدّواء داء والدّاء دواء ، وربّما نصح غير النّاصح وغشّ المستنصح [٦]. وإيّاك
واتّكالك على المنى
الغرض أو إنالة
الوطر ، وإدراك ما فات : هو اللحاق به لأجل استرجاعه ، و «فات» أى : سبق إلى غير
صواب ، وسابق الكلام لا يدرك فيسترجع ، بخلاف تقصير السكوت فسهل تداركه ، وإنما
يحفظ الماء فى القربة مثلا بشد وكائها ـ أى : رباطها ـ وإن لم يشد الوكاء صب فى
الوعاء ولم يكن إرجاعه ، فكذلك اللسان