نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 32
عنها بالزّاد
المبلّغ ، والمتجر الرّابح : أصابوا لذّة زهد الدّنيا فى دنياهم ، وتيقّنوا أنهم
جيران اللّه غدا فى آخرتهم ، لا تردّ لهم دعوة ، ولا ينقص لهم نصيب من لذّة ، فاحذروا
عباد اللّه الموت وقربه ، وأعدّوا له عدّته ، فإنّه يأتى بأمر عظيم ، وخطب جليل : بخير
لا يكون معه شرّ أبدا ، أو شرّ لا يكون معه خير أبدا! فمن أقرب إلى الجنّة من
عاملها ، ومن أقرب إلى النّار من عاملها؟ [١]
وأنتم طرداء الموت : إن أقمتم له أخذكم ، وإن فررتم منه أدرككم ، وهو ألزم لكم من
ظلّكم! الموت معقود بنواصيكم [٢]
، والدّنيا تطوى من خلفكم ، فاحذروا نارا قعرها بعيد ، وحرّها شديد ، وعذابها جديد
: [دار] ليس فيها رحمة ، ولا تسمع فيها دعوة ، ولا تفرّج فيها كربة ، وإن استطعتم
أن يشتدّ خوفكم من اللّه ، وأن يحسن ظنّكم [به] ، فاجمعوا بينهما ، فإنّ العبد
إنّما يكون حسن ظنّه بربّه على قدر خوفه من ربّه [٣] ، وإنّ أحسن النّاس ظنّا باللّه أشدّهم
خوفا للّه
النعمة ، وينفق ماله
فيما يرفع شأنه ويعلى كلمته فيعيش سعيدا مترفا ، كما عاش الجبابرة ، ثم ينقلب
بالزاد ـ وهو الأجر ـ الذى يبلغه سعادة الآخرة جزاء على رعاية حق نفسه ومنفعتها
الصحيحة فيما أوتى من الدنيا ، وهو بهذا يكون زاهدا فى الدنيا وهى مغدقة عليه.
[١] استفهام بمعنى
النفى ، أى : لا أقرب إلى الجنة ممن يعمل لها الخ