نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 30
٢٦ ـ ومن عهد له عليه السلام
إلى بعض عماله ، وقد بعثه على الصدقة
آمره بتقوى اللّه فى سرائر أمره وخفيّات
عمله ، حيث لا شاهد غيره ، ولا وكيل دونه وآمره أن لا يعمل بشىء من طاعة اللّه
فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسرّ [١]
ومن لم يختلف سرّه وعلانيته ، وفعله ومقالته ، فقد أدّى الأمانة ، وأخلص العبادة وآمره
أن لا يجبههم [٢]
ولا يعضههم ، ولا يرغب عنهم تفضّلا بالامارة عليهم ، فإنّهم الإخوان فى الدّين ، والأعوان
على استخراج الحقوق. وإنّ لك فى هذه الصّدقة نصيبا مفروضا ، وحقّا معلوما ، وشركاء
أهل مسكنة ، وضعفاء ذوى فاقة ، وإنّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم! وإلاّ فإنّك من
أكثر النّاس خصوما يوم القيامة ، وبؤسا لمن خصمه عند اللّه الفقراء ، والمساكين [٣] والسّائلون ، والمدفوعون ، والغارم ، وابن
السّبيل!! ومن استهان بالأمانة ، ورتع فى الخيانة ، ولم ينزّه نفسه ودينه عنها ، فقد
أحلّ بنفسه