يا جابر ، من كثرت نعم اللّه عليه كثرت
حوائج النّاس إليه ، فمن قام للّه فيها بما يجب [فيها] عرّضها للدّوام والبقاء [٢] ومن لم يقم فيها بما يجب عرّضها
للزّوال والفناء
٣٧٣ ـ وروى ابن جرير الطبرى فى تاريخه
عن عبد الرحمن بن أبى ليلى الفقيه ـ وكان ممن خرج لقتال الحجاج مع ابن الأشعث ـ أنه
قال فيما كان يحض به الناس على الجهاد : إنى سمعت عليا عليه السلام يقول يوم لقينا
أهل الشام : أيّها المؤمنون ، إنّه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره
بقلبه فقد سلم وبرىء [٣]
، ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه ومن أنكره بالسّيف لتكون كلمة اللّه
هى العليا وكلمة الظّالمين هى السّفلى فذلك الّذى أصاب سبيل الهدى ، وقام على
الطّريق ، ونوّر فى قلبه اليقين
٣٧٤ ـ وفى كلام آخر له يجرى هذا المجرى
: فمنهم المنكر للمنكر بيده ولسانه وقلبه فذلك المستكمل لخصال الخير ، ومنهم
المنكر بلسانه وقلبه والتّارك بيده فذلك متمسّك بخصلتين من خصال الخير ومضيّع خصلة
، ومنهم
[١] لأنه يضطر
للخيانة أو الكذب حتى ينال بهما من الغنى شيئا