نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 187
يا كميل : العلم خير من المال ، العلم
يحرسك وأنت تحرس المال [و] المال تنقصه النّفقة والعلم يزكو على الإنفاق ، وصنيع
المال يزول بزواله [١].
يا كميل [بن زياد ، معرفة] العلم دين
يدان به ، به يكسب الانسان الطّاعة فى حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ، والعلم
حاكم والمال محكوم عليه يا كميل ، هلك خزّان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما
بقى الدّهر : أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم فى القلوب موجودة. ها إنّ ههنا لعلما جمّا
(وأشار بيده إلى صدره) لو أصبت له حملة [٢]!
بلى أصبت لقنا غير مأمون عليه [٣]
مستعملا آلة الدّين للدّنيا ، ومستظهرا بنعم اللّه على عباده ، وبحججه على أوليائه
، أو منقادا لحملة الحقّ [٤] لا بصيرة له فى
أحنائه ، ينقدح الشّكّ فى
[١] من كان صنيعا لك
متحببا إليك لمالك زال ما تراه منه بزوال مالك ، أما صنيع العلم فيبقى ما بقى
العلم ، فانما العالم فى قومه كالنبى فى أمته ، فالعلم أشبه شىء بالدين ـ بكسر
الدال ـ يوجب على المتدينين طاعة صاحبه فى حياته والثناء عليه بعد موته
[٢] الحملة ـ بالتحريك
ـ : جمع حامل ، و «أصبت» بمعنى وجدت ، أى : لو وجدت له حاملين لأبرزته وبثثته
[٣] اللقن ـ بفتح
فكسر ـ : من يفهم بسرعة ، إلا أن العلم لا يطبع أخلاقه على الفضائل ، فهو يستعمل
وسائل الدين لجلب الدنيا ، ويستعين بنعم اللّه على إيذاء عباده
[٤] المنقاد لحاملى الحق
: هو المقلد فى القول والعمل ، ولا بصيرة له فى دقائق الحق وخفاياه ، فذاك يسرع
الشك إلى قلبه لأقل شبهة
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 187