نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 188
قلبه لأوّل عارض من شبهة.
ألا لا ذا ولا ذاك [١]!
أو منهوما باللّذّة [٢]
سلس القياد للشّهوة ، أو مغرما بالجمع والادّخار ، ليسا من رعاة الدّين فى شىء ، أقرب
شىء شبها بهما الأنعام السّائمة! كذلك يموت العلم بموت حامليه
الّلهمّ بلى! لا تخلو الأرض من قائم
للّه بحجّة : إمّا ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا [٣] لئلاّ تبطل حجج اللّه وبيّناته. وكم ذا
[٤] وأين [أولئك]؟؟ أولئك ـ واللّه ـ الأقلّون عددا
، والأعظمون عند اللّه قدرا. يحفظ اللّه بهم حججه وبيّناته حتّى يودعوها نظراءهم ،
ويزرعوها فى قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين
، واستلانوا ما استوعره المترفون [٥] ، وأنسوا بما استوحش
منه الجاهلون ، وصحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى. أولئك خلفاء
اللّه فى أرضه ، والدّعاة إلى دينه
[٢] المنهوم : المفرط
فى شهوة الطعام ، وسلس القياد : سهله ، والمغرم بالجمع : المولع بكسب المال واكتنازه.
وهذان ليسا ممن يرعى الدين فى شىء ، و «الأنعام» ـ أى : البهائم السائمة ـ أقرب
شبها بهذين ، فهما أحط درجة من راعية البهائم ، لأنها لم تسقط عن منزلة أعدتها لها
الفطرة أما هما فقد سقطا واختارا الأدنى على الأعلى