نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 162
٤٢ ـ وقال
لبعض أصحابه فى علة أعتلها : جعل اللّه ما كان من شكواك حطّا لسيّئاتك ، فإنّ
المرض لا أجر فيه ، ولكنّه يحطّ السّيّئات ويحتّها حتّ الأوراق [١]. وإنّما الأجر فى القول باللّسان ، والعمل
بالأيدى والأقدام ، وإنّ اللّه سبحانه يدخل بصدق النّيّة والسّريرة الصّالحة من
يشاء من عباده الجنّة قال الرضى : وأقول صدق عليه السلام ، إن المرض لا أجر فيه ، لأنه
من قبيل ما يستحق عليه العوض [٢]
لأن العوض يستحق على ما كان فى مقابلة فعل اللّه تعالى بالعبد من الآلام والأمراض
وما يجرى مجرى ذلك ، والأجر والثواب يستحقان على ما كان فى مقابله فعل العبد ، فبينهما
فرق قد بينه عليه السلام كما يقتضيه علمه الثاقب ورأيه الصائب.
٤٣ ـ وقال
عليه السلام فى ذكر خباب [بن الأرت] : يرحم اللّه خبّاب بن الأرتّ فلقد أسلم راغبا
، وهاجر طائعا ، وقنع بالكفاف ، ورضى عن اللّه ، وعاش مجاهدا.
٤٤ ـ وقال
عليه السلام : طوبى لمن ذكر المعاد ، وعمل للحساب ، وقنع بالكفاف ، ورضى عن اللّه.
[١] حت الورق عن
الشجرة : قشره. والصبر على العلة رجوع إلى اللّه واستسلام لقدره ، وفى ذلك خروج
إليه من جميع السيئات وتوبة منها ، لهذا كان يحت الذنوب أما الأجر فلا يكون إلا
على عمل بعد التوبة.
[٢] الضمير فى «لأنه»
للمرض ، أى : إن المرض ليس من أفعال العبد للّه حتى يؤجر عليها ، وإنما هو من
أفعال اللّه بالعبد التى ينبغى أن اللّه يعوضه عن آلامها. والذى قلناه فى المعنى
أظهر من كلام الرضى
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 162