نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 16
له وأطيعا ، واجعلاه
درعا ومجنّا [١]
، فإنّه ممّن لا يخاف وهنه ، ولا سقطته ، ولا بطؤه عمّا الاسراع إليه أحزم ، ولا
إسراعه إلى ما البطء عنه أمثل
١٤ ـ ومن وصيّة له عليه
السّلام
لعسكره قبل لقاء العدو بصفين
لا تقاتلوهم حتّى يبدءوكم ، فإنّكم ـ بحمد
اللّه ـ على حجّة ، وترككم إيّاهم حتّى يبدءوكم حجّة أخرى لكم عليهم ، فاذا كانت
الهزيمة باذن اللّه فلا تقتلوا مدبرا ، ولا تصيبوا معورا [٢] ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تهيجوا
النّساء بأذى ، وإن شتمن أعراضكم ، وسببن أمراءكم ، فإنّهنّ ضعيفات القوى والأنفس
والعقول ، إن كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمشركات [٣] وإن كان الرّجل ليتناول المرأة فى
الجاهليّة بالفهر أو الهراوة [٤] فيعيّر بها وعقبه من
بعده.
[١] الدرع : ما يلبس
من مصنوع الحديد للوقاية من الضرب والطعن ، والمجن : الترس ، أى : اجعلاه حاميا
لكما ، والوهن : الضعف ، والسقطة : الغلطة. وأحزم : أقرب للحزم ، وأمثل : أولى وأحسن
[٢] المعور ـ كمجرم
ـ : الذى أمكن من نفسه وعجز عن حمايتها ، وأصله «أعور» أى : أبدى عورته ، وأجهز
على الجريح : تمم أسباب موته
[٣] هذا حكم الشريعة
الاسلامية ، لا ما يتوهمه جاهلوها من إباحتها التعرض لأعراض الأعداء ، نعوذ باللّه
[٤] الفهر ـ بالكسر ـ : الحجر
على مقدار ما يدق به الجوز أو يملأ الكف والهراوة ـ بالكسر ـ : العصا أو شبه
الدبوس من الخشب ، و «عقبه» عطف على الضمير المستتر فى «يعير» ، وقد وقع الفصل
بالجار والمجرور وذلك كاف
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 16