أمّا بعد ، فقد بلغنى أنّ رجالا ممّن
قبلك [٢] يتسلّلون
إلى معاوية ، فلا تأسف على ما يفوتك من عددهم ، ويذهب عنك من مددهم ، فكفى لهم
غيّا ولك منهم شافيا [٣]
فرارهم من الهدى والحقّ ، وإيضاعهم إلى العمى والجهل [٤] ،
وإنّما هم أهل دنيا مقبلون عليها ، ومهطعون إليها [٥] ،
وقد عرفوا العدل ورأوه وسمعوه ووعوه ، وعلموا أنّ النّاس عندنا فى الحقّ أسوة ، فهربوا
إلى الأثرة [٦] ، فبعدا لهم وسحقا!!
[١] إن الغضب يوجب
الاضطراب فى ميزان العقل ، ويدفع النفس للانتقام أيا كان طريقه ، وهذا أكبر عون
للمضل على إضلاله
[٢] قبلك ـ بكسر
ففتح ـ أى : عندك ، ويتسللون : يذهبون واحدا بعد واحد
[٣] غيا : ضلالا ، وفرارهم
كاف فى الدلالة على ضلالهم ، والضالون مرض شديد فى بنية الجماعة ربما يسرى ضرره
فيفسدها : ففرارهم كاف فى شفاها من مرضهم ورئيس الجماعة كأنه كلها لهذا نسب الشفاء
إليه