نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 140
٦٧ ـ ومن كتاب
له عليه السّلام
إلى قثم بن العباس ، وهو عامله على مكة
أمّا بعد ، فأقم للنّاس الحجّ ، وذكّرهم
بأيّام اللّه [١]
، واجلس لهم العصرين فأفت المستفتى ، وعلّم الجاهل ، وذاكر العالم ، ولا يكن لك
إلى النّاس سفير إلاّ لسانك ، ولا حاجب إلاّ وجهك ، ولا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائك
بها فانّها إن ذيدت عن أبوابك فى أوّل وردها [٢]
لم تحمد فيما بعد على قضائها وانظر إلى ما اجتمع عندك من مال اللّه فاصرفه إلى من
قبلك [٣] من ذوى
العيال والمجاعة مصيبا به مواضع الفاقة والخلاّت ، وما فضل عن ذلك فاحمله إلينا
لنقسمه فيمن قبلنا ومر أهل مكّة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا ، فانّ اللّه سبحانه
يقول : «سَوٰاءً
اَلْعٰاكِفُ فِيهِ وَاَلْبٰادِ»
فالعاكف : المقيم به ، والبادى : الّذى يحجّ إليه
[١] أيام اللّه التى
عاقب فيها الماضين على سوء أعمالهم ، والعصران : الغداة والعشى ، تغليب
[٢] فانها ـ أى : الحاجة
ـ إن ذيدت ـ أى : دفعت ومنعت ، مبنى للمجهول من «ذاده يذوده» إذا طرده ودفعه ، ووردها
ـ بالكسر ـ : ورودها ، وعدم الحمد على قضائها بعد الذود لأن حسنة القضاء لا تذكر
فى جانب سيئة المنع
[٣] قبلك ـ بكسر
ففتح ـ أى : عندك ، و «مصيبا» حال. والفاقة : الفقر الشديد. والخلة ـ بالفتح ـ : الحاجة.
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 140