نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 138
وقد أتانى كتاب منك ذو أفانين من القول [١] ضعفت قواها عن السّلم ، وأساطير لم
يحكها منك علم ولا حلم ، أصبحت منها كالخائض فى الدّهاس [٢] والخابط فى الدّيماس ، وترقّيت إلى
مرقبة بعيدة المرام [٣]
نازحة الأعلام ، تقصر دونها الأنوق [٤] ويحاذى بها العيّوق وحاش
للّه أن تلى للمسلمين بعدى صدرا أو وردا [٥] أو أجرى لك على
سدوله ـ أى : أغطيته
ـ من الظلام. والجلابيب : جمع جلباب ، وهو الثوب الأعلى يغطى ما تحته ، أى : طالما
أسدلت الفتنة أغطية الباطل فأخفت الحقيقة ، وأعشت الأبصار : أضعفتا ومنعتها النفوذ
إلى المرئيات الحقيقة
[١] أفانين القول : ضروبه
وطرائقه ، والسلم : ضد الحرب ، والأساطير : جمع أسطورة ، بمعنى الخرافة لا يعرف
لها منشأ ، وحاكه يحوكه : نسجه ، ونسج الكلام تاليفه ، والحلم ـ بالكسر ـ : العقل
[٢] الدهاس ـ كسحاب
ـ : أرض رخوة لا هى تراب ولا رمل ، ولكن منهما يعسر فيها السير ، والديماس ـ بفتح
فسكون ـ : المكان المظلم ، وخبط فى سيره : لم يهتد
[٣] المرقبة ـ بفتح
فسكون ـ : مكان الارتقاب ، وهو العلو والاشراف ، أى : رفعت نفسك إلى منزلة بعيد
عنك مطلبها ، و «نازحة» أى : بعيدة ، والأعلام : جمع علم ، وهو ما ينصب ليهتدى به
، أى : خفية المسالك
[٤] الأنوق ـ كصبور ـ : طير
أصلع الرأس أصفر المنقار ، يقال : أعز من بيض الأنوق ، لأنها تحرزه فلا تكاد تظفر
به ، لأن أوكارها فى القلل الصعبة. ولهذا الطائر خصال عدها صاحب القاموس ، والعيوق
ـ بفتح فضم مشدد ـ : نجم أحمر مضىء فى طرف المجرة الأيمن يتلو الثريا لا يتقدمها
[٥] الورد ـ بالكسر ـ : الاشراف
على الماء ، والصدر ـ بالتحريك ـ : الرجوع بعد الشرب ، أى : لا يتولاهم فى جلب
منفعة ولا ركون إلى راحة
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 138