responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 117

تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحقّ

ولا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوّك [و] للّه فيه رضا ، فانّ فى الصّلح دعة لجنودك [١] وراحة من همومك ، وأمنا لبلادك ، ولكن الحذر كلّ الحذر من عدوّك بعد صلحه ، فانّ العدوّ ربّما قارب ليتغفّل [٢] فخذ بالحزم ، وانّهم فى ذلك حسن الظّنّ. وإن عقدت بينك وبين عدوّك عقدة أو ألبسته منك ذمّة [٣] فحط عهدك بالوفاء ، وارع ذمّتك بالأمانة ، واجعل نفسك جنّة دون ما أعطيت [٤] ، فانّه ليس من فرائض اللّه شىء النّاس أشدّ عليه اجتماعا مع تفرّق أهوائهم وتشتّت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود [٥] وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين [٦] لما استوبلوا من عواقب الغدر [٧] فلا تغدرنّ


[١] الدعة ـ محركة ـ : الراحة

[٢] «قارب» أى : تقرب منك بالصلح ليلقى عليك عنه غفلة فيغدرك فيها.

[٣] أصل معنى الذمة وجدان مودع فى جبلة الانسان ينبهه لرعاية حق ذوى الحقوق عليه ويدفعه لأداء ما يجب عليه منها ، ثم أطلقت على معنى العهد وجعل العهد لباسا لمشابهته له فى الرقابة من الضرر ، حاطه : حفظه

[٤] الجنة ـ بالضم ـ : الوقاية ، أى : حافظ على ما أعطيت من العهد بروحك

[٥] «الناس» مبتدأ ، و «أشد» خبر ، والجملة خبر ليس ، يعنى أن الناس لم يجتمعوا على فريضة من فرائض اللّه أشد من اجتماعهم على تعظيم الوفاء بالعهود مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم ، حتى إن المشركين التزموا الوفاء فيما بينهم ، فأولى أن يلتزمه المسلمون ، كذا قال الامام ، ولنا فى إعرابه توقف عظيم ، فجملة المبتدأ والخبر صفة لشىء وهو اسم ليس ، أو مبتدأ خبره الظرف قبله واسم ليس ضمير الشأن.

[٦] أى : حال كونهم دون المسلمين فى الأخلاق والعقائد

[٧] لأنهم وجدوا عواقب الغدر وبيلة ـ أى : مهلكة ـ وما والفعل بعدها

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست