نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 115
الرّعيّة شعبة من
الضّيق ، وقلّة علم بالأمور ، والاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر
عندهم الكبير ، ويعظم الصّغير ، ويقبح الحسن ويحسن القبيح ، ويشاب الحقّ بالباطل ،
وإنّما الوالى بشر لا يعرف ما توارى عنه النّاس به من الأمور ، وليست على الحقّ
سمات [١] تعرف بها
صروب الصّدق من الكذب ، وإنّما أنت أحد رجلين : إمّا امرؤ سخت نفسك بالبذل فى
الحقّ ففيم احتجابك [٢]
من واجب حقّ تعطيه؟ أو فعل كريم تسديه ، أو مبتلى بالمنع فما أسرع كفّ النّاس عن
مسألتك إذا أيسوا من بذلك [٣]
مع أنّ أكثر حاجات النّاس إليك ممّا لا مؤونة فيه عليك من شكاة مظلمة [٤] أو
طلب إنصاف فى معاملة.
ثمّ إنّ للوالى خاصّة وبطانة فيهم
استئثار ، وتطاول ، وقلّة إنصاف فى معاملة فاحسم مادّة أولئك بقطع أسباب تلك
الأحوال [٥] ولا تقطعنّ لأحد من
[١] سمات : جمع سمة
ـ بكسر ففتح ـ ، وهى العلامة ، أى : ليس للحق علامات ظاهرة يتميز بها الصدق من
الكذب ، وإنما يعرف ذلك بالامتحان ، ولا يكون إلا بالمحافظة
[٢] فلأى سبب تحتجب
عن الناس فى أداء حقهم ، أو فى عمل تمنحه إياهم؟
[٣] البذل : العطاء
، فان قنط الناس من قضاء مطالبهم منك أسرعوا إلى البعد عنك ، فلا حاجة للاحتجاب