responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 89

مدامعه [١] فتقف فى ضفّتى جفونه ، وإنّ أنثاه تطعم ذلك ثمّ تبيض لا من لقاح فحل سوى الدّمع المنبجس لما كان ذلك بأعجب [٢] من مطاعمة الغراب تخال قصبه مدارى من فضّة [٣] وما أنبت عليه من عجيب داراته وشموسه خالص العقيان وفلذ الزّبرجد ، فإن شبّهته بما أنبتت الأرض قلت : جنى جنى من زهرة كلّ ربيع [٤] ، وإن ضاهيته بالملابس فهو كموشىّ الحلل [٥] أو مونق عصب اليمن ، وإن شاكلته بالحلىّ فهو كفصوص ذات ألوان قد


[١] «تسفحها» أى : ترسلها أوعية الدمع ، وضفة الجفن : استعارة من ضفتى النهر ، بمعنى جانبيه ، وتطعم ذلك ـ كتعلم ـ أى : تذوقه كأنها تترشفه ، ولقاح الفحل ـ كسحاب ـ ماء التناسل يلقح به الأنثى ، والمنبجس : النابع من العين

[٢] «لما كان ذلك بأعجب» أى : لو صح ذلك الزعم فى الطاووس لكان له نظير فيما زعموا فى مطاعمة الغراب وتلقيحه لأنثاه حيث قالوا : إن مطاعمة الغراب بانتقال جزء من الماء المستقر فى قانصة الذكر إلى الأنثى تتناوله من منقاره ، والمماثلة بين الزعمين فى عدم الصحة. ومنشأ الزعم فى الغراب إخفاؤه لسفاده حتى ضرب المثل بقولهم «أخفى من سفاد الغراب».

[٣] القصب : جمع قصبة ، وهى الريش ، والمدارى : جمع مدرى ـ بكسر الميم ـ قال ابن الأثير : المدرى والمدراة مصنوع من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط ، وأطول منه ، يسرح به الشعر المتلبد ، ويستعمله من لا مشط له. والدارات : هالات القمر ، والعقيان : الذهب الخالص ، أو ما ينمو منه فى معدنه. وفلذ ـ كعنب ـ جمع فلذة ، بمعنى القطعة ، و «ما أنبت» معطوف على قصبه ، والتشبيه فى بياض القصب والصفرة والخضرة فى الريش

[٤] «جنى» أى : مجتنى جمع كل زهر ، لأنه جمع كل لون

[٥] الموشى : المنقوش المنمنم ، على صيغة اسم الفاعل ، والعصب ـ بالفتح ـ ضرب من البرود منقوش

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست