نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 88
قد طوّق بخلاف ما
صبغ به
ومن أعجبها خلقا الطّاووس الّذى أقامه
فى أحكم تعديل ، ونضّد ألوانه فى أحسن تنضيد [١]
، بجناح أشرج قصبه ، وذنب أطال مسحبه ، إذا درج إلى الأنثى نثره من طيّه ، وسما به
مظلاّ على رأسه [٢]
كأنّه قلع دارىّ عنجه نوتيّه يختال بألوانه ، ويميس بزيفانه ، يفضى كإفضاء الدّيكة
[٣] ويؤرّ
بملاقحة أرّ الفحول المغتلمة فى الضّراب! أحيلك من ذلك على معاينة [٤] لا
كمن يحيل على ضعيف إسناده ، ولو كان كزعم من يزعم أنّه يلقح بدمعة تسفحها
إلا لون عنقه فانه
يخالف سائر بدنه ، كأنه طوق صيغ لحليته (١) التنضيد : النظم والترتيب. وقوله «أشرج
قصبه» أى : داخل بين آحاده ونظمها على اختلافها فى الطول والقصر ، وإذا مشى إلى
أنثاه ليسافدها نشر ذلك الذنب بعد طيه
[٢] «سما به» أى : ارتفع
به ، أى : رفعه ، مطلا على رأسه ، أى : مشرفا عليه كأنه يظله ، والقلع ـ بكسر
فسكون ـ : شراع السفينة. وعنجه : جذبه فرفعه ، من «عنجت البعير» إذا جذبته بخطامه
فرددته على رجليه ، ويختال : يعجب. ويميس : يتبختر بزيفان ذنبه ، وأصل الزيفان : التبختر
أيضا ، ويريد به هنا حركة ذنب الطاووس يمينا وشمالا
[٣] «يفضى» أى : يسافد
أنثاه كما تسافد الديكة : جمع ديك. ويؤر ـ كيشد ـ أى : يأتى أنثاه بملاقحة ، أى : مسافدة
يفرز فيها مادة تناسلية من عضو التناسل يدفعها فى رحم قابل ، والمغتلمة ـ على صيغة
اسم الفاعل ـ من «اغتلم» إذا غلب للشهوة ، والضراب : لقاح الفحل لأنثاه
[٤] أى : إن لم يكفك
الخبر فأنى أحولك عنه إلى المعاينة فاذهب وعاين تجد صدق ما أقول
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 88