نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 74
الحجر ويلبس الخشن ،
[ويأكل الجشب] وكان إدامه الجوع ، وسراجه باللّيل القمر ، وظلاله فى الشّتاء مشارق
الأرض ومغاربها [١]
، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم ، ولم تكن له زوجة تفتنه ، ولا ولد يحزنه
ولا مال يلفته ، ولا طمع يذلّه ، دابّته رجلاه ، وخادمه يداه.
فتأسّ بنبيّك الأطيب الأطهر [٢] صلّى اللّه عليه وآله ، فإنّ فيه أسوة
لمن تأسّى ، وعزاء لمن تعزّى ، وأحبّ العباد إلى اللّه المتأسّى بنبيّه ، والمقتصّ
[٣] لأثره : قضم
الدّنيا قضما [٤] ولم يعرها طرفا ، أهضم
أهل الدّنيا كشحا [٥] وأخمصهم من الدّنيا
بطنا ، عرضت عليه الدّنيا فأبى أن يقبلها ، وعلم أنّ اللّه سبحانه أبغض شيئا
فأبغضه ، وحقر شيئا فحقره ، وصغّر شيئا فصغّره ، ولو لم يكن فينا إلاّ حبّنا ما
أبغض اللّه ورسوله ، وتعظيمنا ما صغّر اللّه ورسوله ، لكفى به شقاقا للّه ، ومحادّة
عن أمر اللّه [٦] ولقد كان ، صلّى
اللّه عليه وآله وسلم ،
[١] ظلاله : جمع ظل
، بمعنى الكن والمأوى. ومن كان كنه المشرق والمغرب فلا كن له