نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 73
وقد كان فى رسول اللّه ، صلّى اللّه
عليه وآله ، كاف لك فى الأسوة [١]
ودليل [لك] على ذمّ الدّنيا وعيبها ، وكثرة مخازيها ومساويها [٢] ، إذ قبضت عنه أطرافها ، ووطّئت لغيره
أكنافها [٣]
وفطم عن رضاعها ، وزوى عن زخارفها ، وإن شئت ثنّيت بموسى كليم اللّه ، صلّى اللّه
عليه وآله ، إذ يقول : «رَبِّ
إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ»
واللّه ما سأله إلاّ خبزا يأكله ، لأنّه كان يأكل بقلة الأرض. ولقد كانت خضرة
البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذّب لحمه [٤] وإن
شئت ثلّثت بداود ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، صاحب المزامير ، وقارئ أهل الجنّة ، فلقد
كان يعمل سفائف الخوض بيده [٥] ويقول لجلسائه : أيّكم
يكفينى بيعها؟! ويأكل قرص الشّعير من ثمنها ، وإن شئت قلت فى عيسى ابن مريم ، عليه
السّلام ، فلقد كان يتوسّد
[٤] الصفاق ـ ككتاب ـ هو
الجلد الأسفل تحت الجلد الذى عليه الشعر ، أو هو ما بين الجلد والمصران ، أو جلد
البطن كله. وشفيفه : رقيقه الذى يشف عما وراءه والتشذب : التفرق وانهضام اللحم
فتحلل الأجزاء وتفرقها
[٥] السفائف : جمع سفيفة
، وهى وصف من «سف الخوص» إذا نسجه ، أى : منسوجات الخوص
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 73