نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 75
يأكل على الأرض ، ويجلس
جلسة العبد ، ويخصف بيده نعله [١]
ويرقع بيده ثوبه ، ويركب الحمار العارى ، ويردف خلفه ، ويكون السّتر على باب بيته
فتكون فيه التّصاوير فيقول : يا فلانة ـ لإحدى أزواجه ـ غيّبيه عنّى ، فإنّى إذا
نظرت إليه ذكرت الدّنيا وزخارفها [٢]
فأعرض عن الدّنيا بقلبه ، وأمات ذكرها من نفسه ، وأحبّ أن تغيب زينتها عن عينه ، لكيلا
يتّخذ منها رياشا [٣]
، ولا يعتقدها قرارا ، ولا يرجو فيها مقاما ، فأخرجها من النّفس ، وأشخصها عن
القلب [٤] وغيّبها عن البصر ، وكذلك من أبغض شيئا أبغض أن
ينظر إليه ، وأن يذكر عنده.
ولقد كان فى رسول اللّه ، صلّى اللّه
عليه وآله وسلّم ، ما يدلّك على مساوى الدّنيا وعيوبها ، إذ جاع فيها مع خاصّته [٥] وزويت
عنه زخارفها مع عظيم
[١] خصف النعل : خرزها.
والحمار العارى : ما ليس عليه برذعة ولا إكاف ، وأردف خلفه : أركب معه شخصا آخر
على حمار واحد أو جمل أو فرس أو نحوها وجعله خلفه
[٢] فى هذا دليل على
أن الرسم على الورق والأثواب ونحوها لا يمنع استعماله ، وإنما يتجافى عنه بالنظر
تزهدا وتورعا