نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 72
الكبير ، ويرجو
العباد فى الصّغير ، فيعطى العبد ما لا يعطى الرّبّ ، فما بال اللّه ، جلّ ثناؤه ،
يقصّر به عمّا يصنع لعباده؟! أتخاف أن تكون فى رجائك له كاذبا ، أو تكون لا تراه
للرّجاء موضعا ، وكذلك إن هو خاف عبدا من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطى ربّه ، فجعل
خوفه من العباد نقدا ، وخوفه من خالقهم ضمارا ووعدا [١] وكذلك من عظمت الدّنيا فى عينه وكبر
موقعها فى قلبه [٢]
آثرها على اللّه فانقطع إليها وصار عبدا لها
عمل ، والخوف المحقق
: هو الثابت الذى يبعث على البعد عن المخوف والهرب منه وهو فى جانب اللّه ما يمنع
عن إتيان نواهيه ويحمل على إتيان أوامره : هربا من عقابه وخشية من جلاله ، والخوف
المعلول : هو ما لم يثبت فى النفس ، ولم يخالط القلب ، وإنما هو عارض فى الخيال :
يزيله أدنى الشواغل ، ويغلب عليه أقل الرغائب ، فهو يرد على الوهم ، ثم يفارقه ،
ثم يعود إليه ، شأن الأوهام التى لا قرار لها ، فهو معلول : من عله يعله إذا شربه
مرة بعد أخرى ، ومراد الامام أن الراجى لعبد من العبيد يظهر رجاؤه فى سعيه
واهتمامه بشأن من رجاه وموافقته على أهوائه ، وكذلك الخائف من أمير أو سلطان يرى
أثر خوفه فى تهيبه والامتناع من كل ما يحرك غضبه بل ما يتوهم فيه أنه غير حسن عنده
، لكنهم فى رجاء اللّه وخوفه يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم مع أنهم يرجون
اللّه فى سعادة الدارين ، ويخافونه فى شقاء الأبد ، فيعطون للعبيد ما لا يعطون
للّه
[١] الضمار ـ ككتاب
ـ من الوعود والديون ما كان مسوفا به غير مرجو الوفاء قال الراعى : ـ
حمدن مزاره ،
وأصبن منه
عطاء لم يكن عدة
ضمارا
[٢] يقال : كبر ـ بضم الباء ـ أى : عظم ، فهو كبير وكبار ـ بزنة
شجاع ـ فاذا أفرط فى العظم قيل كبار ـ بتشديد الباء ـ فأما كبر ـ بكسر الباء ـ فمعناه
أسن ،
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 72