نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 71
ولا يفنى مدده ، فلسنا
نعلم كنه عظمتك ، إلاّ أنّا نعلم أنّك حىّ قيّوم لا تأخذك سنة ولا نوم ، لم ينته
إليك نظر ، ولم يدركك بصر ، أدركت الأبصار ، وأحصيت الأعمار ، وأخذت بالنّواصى والأقدام
، وما الّذى نرى من خلقك ونعجب له من قدرتك ، ونصفه من عظيم سلطانك ، وما تغيّب
عنّا منه ، وقصرت أبصارنا عنه ، وانتهت عقولنا دونه ، وحالت ستور الغيوب بيننا وبينه
، أعظم فمن فرّغ قلبه ، وأعمل فكره ، ليعلم كيف أقمت عرشك ، و [كيف] ذرأت خلقك [١] ، وكيف علّقت فى الهواء سمواتك ، وكيف
مددت على مور الماء أرضك [٢]
، رجع طرفه حسيرا [٣]
، وعقله مبهورا ، وسمعه والها ، وفكره حائرا.
منها
: يدّعى بزعمه أنّه يرجو اللّه! كذب والعظيم!
ما باله لا يتبيّن رجاؤه فى عمله ، فكلّ من رجا عرف رجاؤه فى عمله ، إلاّ رجاء
اللّه فإنّه مدخول [٤] ، وكلّ خوف محقّق ، إلاّ
خوف اللّه فإنّه معلول : يرجو اللّه فى
[٣] حسيرا : متعبا
كليلا ، والمبهور : المغلوب ، والمنقطع نفسه من الأعياء ، والواله من الوله وهو
ذهاب الشعور ، وحائرا ـ بالمهملة ـ أى : مضطربا. ويروى «جائرا» بالموحدة ـ أى : عادلا
عن الصواب
[٤] المدخول : المغشوش
غير الخالص ، أو هو المعيب الناقص لا يترتب عليه
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 71