نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 54
منها
: قد طلع طالع ، ولمع لامع ، ولاح لائح [١] ، واعتدل مائل ، واستبدل اللّه بقوم
قوما ، وبيوم يوما ، وانتظرنا الغير انتظار المجدب المطر [٢] وإنّما الأئمّة قوّام اللّه على خلقه ،
وعرفاؤه على عباده ، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النّار إلاّ
من أنكرهم وأنكروه.
إنّ اللّه تعالى خصّكم بالإسلام ، واستخلصكم
له ، وذلك لأنّه اسم سلامة وجماع كرامة [٣]
، اصطفى اللّه تعالى منهجه ، وبيّن حججه ، من ظاهر علم ، وباطن حكم ، لا تفنى
غرائبه ، ولا تنقضى عجائبه ، [٤] فيه مرابيع النّعم [٥] ومصابيح
الظّلم ، لا تفتح الخيرات إلاّ بمفاتيحه ، ولا تكشف الظّلمات إلاّ بمصابيحه ، قد
أحمى حماه [٦] وأرعى مرعاه ، فيه
شفاء المشتفى ، وكفاية المكتفى ،
[١] لاح : بدا.
قالوا : هذه خطبة خطبها بعد قتل عثمان
[٢] الغير ـ بكسر
ففتح ـ صروف الحوادث وتقلباتها ، انتظرها لعلما يقوم حق وينتكس باطل
[٤] غرائبه : جمع غريبة
، وأراد بها ما يتجدد للقرآن من المعانى التى غفل الناس عنها ، لحدوثها باستحداث
الأفكار والعلوم مع كونها لا تخالف أصول الشريعة ولا تعارضها ، ويروى فى مكان هذه
اللفظة «عزائمه» وهى جمع عزيمة ، وهى الآية المحكمة ، والبرهان القطع ، وقوله «ولا
تنقضى عجائبه» لأنه مهما تأمله الانسان استخرج منه بفكره غرائب وعجائب لم تكن عنده
من قبل
[٥] مرابيع : جمع مرباع
ـ بكسر الميم ـ وهو المكان ينبت نبته فى أول الربيع أو هو المطر أول الربيع
[٦] أحمى المكان : جعله
حمى لا يقرب ، أى : أعز اللّه الاسلام ، ومنعه من
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 54