نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 55
١٤٩ ـ [ومن خطبة له عليه
السّلام]
وهو فى مهلة من اللّه يهوى مع الغافلين [١] ويغدو مع المذنبين ، بلا سبيل قاصد ، ولا
إمام قائد :
منها
: حتّى إذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم ، واستخرجهم
من جلابيب غفلتهم ، استقبلوا مدبرا ، واستدبروا مقبلا ، فلم ينتفعوا بما أدركوا من
طلبتهم ، ولا بما قضوا من وطرهم! وإنّى أحذّركم ونفسى هذه [٢] المنزلة ، فلينتفع امرؤ بنفسه ، فإنّما
البصير من سمع فتفكّر ، ونظر فأبصر وانتفع بالعبر ، ثمّ سلك جددا واضحا يتجنّب فيه
الصّرعة فى المهاوى ، والضّلال فى المغاوى [٣]
ولا يعين على نفسه الغواة بتعسّف فى حقّ ، أو تحريف فى
[١] قوله «وهو فى
مهملة» كلام فى ضال غير معين ، فهذا الكلام كما تقول : رحم اللّه امرأ اتقى ربه ،
وخاف ذنبه. أو كما تقول : بئس رجلا الرجل الذى قل حياؤه ، وغاض وفاؤه. ونحو ذلك ، أنت
فى كل ذلك لا تقصد واحدا بعينه من الناس ، وإنما تعنى من كان فيه هذه الخلال. ويهوى
: يسقط ، والسبيل القاصد : المؤدى للغرض
[٢] فى بعض الروايات
«أحذركم ونفسى هذه المزلة» وهى مفعلة من الزلل
[٣] المهاوى : جمع
مهواة ، وهى الهوة يتردى فيها. والمغاوى : جمع مغواة ، وهى الشبهة يذهب معها
الانسان إلى ما يخالف الحق
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 55