يعطف الهوى على الهدى [٢] إذا عطفوا الهدى على الهوى ، ويعطف
الرّأى على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرّأى.
منها
: حتّى تقوم الحرب بكم على ساق باديا
نواجذها [٣]
، مملوءة أخلافها ، حلوا رضاعها ، علقما عاقبتها. ألا وفى غد ـ وسيأتى غد بما
[١] «استأنيت بهما» من
الأناة ، وهى التؤدة فى الأمر والانتظار ، والمعنى تأنيت معهما ولم أعالجهما
بالحرب ، أو طلبت منهما أن يتأنيا فيما أقدما عليه من نقض العهد ، وقوله «أمام
الوقاع» ـ ككتاب ـ قبل المواقعة بالحرب ، وغمط النعمة : جحدها وحقرها وأزرى بها ، وزانه
سمع وضرب ، ويقال إن الكسر أفصح
[٢] «يعطف الخ» : خبر
عن قائم ينادى بالقرآن ، ويطالب الناس باتباعه ، ورد كل رأى إليه ، ومعنى قوله «يعطف
الهوى» يقهره ويميل به عن جانب الايثار ، فيجعل الهدى ظاهرا على الهوى ، وكذلك
قوله «ويعطف الرأى على القرآن» أى : يقهر حكم الرأى والقياس ، ويجعل الغلبة للقرآن
عليه ، ويحمل الناس على العمل به دونه
[٣] النواجذ : أقصى
الأضراس أو الأنياب ، والأخلاف : جمع خلف ـ بالكسر ـ وهو الضرع ، وبدو النواجذ : كناية
عن شدة الاحتدام ، فانما تبدو من الأسد إذا اشتد غضبه ، وامتلاء الأخلاف : غزارة
ما فيها من الشر ، وحلاوة الرضاع : استطابة اهل النجدة واستعذابهم لما ينالهم منها
، ومرارة العاقبة بما يصير إليه الظالمون وبئس المصير ، وتقول : رضع رضاعا ، مثل
سمع سماعا ، وأهل نجد يقولون : رضع يرضع رضعا ، مثل ضرب يضرب ضربا
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 29