نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 30
لا تعرفون ـ يأخذ
الوالى من غيرها عمّالها على مساوئ أعمالها [١]
، وتخرج له الأرض من أفاليذ [٢]
كبدها ، وتلقى إليه سلما مقاليدها ، فيريكم كيف عدل السّيرة ، ويحيى ميّت الكتاب والسّنّة.
منها
: كأنّى به قد نعق بالشّام ، وفحص براياته
فى ضواحى كوفان ، فعطف إليها عطف الضّروس وفرش الأرض بالرّءوس [٣] قد فغرت فاغرته وثقلت فى الأرض وطأته ،
بعيد الجولة ، عظيم الصّولة [٤]. واللّه ليشرّدنّكم
[١] إذا انتهت الحرب
حاسب الوالى القائم كل عامل من عمال السوء على مساوئ أعمالهم ، وإنما كان الوالى
من غيرها لأنه برىء من جرمها
[٢] أفاليذ : جمع
أفلاذ ، جمع فلذة ، وهى القطعة من الذهب والفضة ، وهذا كناية عما يظهر لمن يقوم
بالأمر من كنوز الأرض ، وقد جاء ذلك فى خبر مرفوع فى لفظه «وفاءت له الأرض أفلاذ
كبدها» ومن الناس من يفسر قوله تعالى : «وَأَخْرَجَتِ اَلْأَرْضُ
أَثْقٰالَهٰا» بذلك ، قاله ابن
أبى الحديد
[٣] انتقال إلى
الكلام فى قائم الفتنة ، قال ابن أبى الحديد : هذا إخبار عن عبد الملك بن مروان ،
وظهوره بالشأم ، وملكه بعد ذلك العراق ، وما قتل من العرب فيها أيام عبد الرحمن بن
الأشعث ، وقتله أيام مصعب بن الزبير .. وتقول نعق الراعى بغنمه ، بالعين المهملة ،
وتقول : نغق الغراب ، بالغين المعجمة ، والمعنى فيهما صاح وصوت. وفحص : بحث ، وكوفان
: الكوفة. والضروس : الناقة السيئة الخلق تعض حالبها ، وقوله «وفرش الأرض بالرءوس»
معناه غطاها بها كما يغطى المكان بالفرش ، وهذا كناية عن كثرة من يقتله.
[٤] «فغرت
فاغرته» تقول : فغر فاه ، بمعنى فتحه ليتكلم مثلا ، وتقول : فغر فوه ، ففغر فعل
يتعدى ويلزم ، والكلام استعارة عن كثرة أوامره التى تخالف ما عرفوه من الشرع. وقوله
«ثقلت فى الأرض وطأته» كناية عن جوره وظلمه. وقوله «بعيد
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 30