نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 22
فاهتبلوا هبلها ، واعملوا
للجنّة عملها [١]
فإنّ الدّنيا لم تخلق لكم دار مقام ، بل خلقت لكم مجازا لتزوّدوا منها الأعمال إلى
دار القرار ، فكونوا منها على أوفاز [٢]
، وقرّبوا الظّهور للزّيال.
١٢٩ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
وانقادت له الدّنيا والآخرة بأزمّتها ،
وقذفت إليه السّموات والأرضون مقاليدها [٣]
، وسجدت له بالغدوّ والآصال الأشجار النّاضرة ، وقدحت له من قضبانها النّيران
المضيئة [٤] وآتت أكلها بكلماته
الثّمار اليانعة منها : وكتاب اللّه بين أظهركم ناطق لا يعيى لسانه ، وبيت لا تهدم
أركانه ، وعزّ لا تهزم أعوانه ومنها : أرسله على حين فترة من الرّسل ، وتنازع من
الألسن ، فقفّى به الرّسل ، وختم به الوحى ، فجاهد فى اللّه المدبرين عنه ، والعادلين
به.
[١] «اهتبل الصيد» :
طلبه. واهتبل كلمة الحكمة : اغتنمها ، والضمير فى «هبلها» للتقوى لا للدنيا ، أى :
اغنموا خير التقوى
[٢] الوفز ـ بسكون
الفاء ، ويحرك ـ : العجلة ، وجمعه أوفاز ، أى : كونوا منها على استعجال ، والظهور :
ظهور المطايا ، أى : أحضروها للزيال ، أى : فراق الدنيا