نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 21
فقد رأيت من كان
قبلك ممّن جمع المال ، وحذر الإقلال ، وأمن العواقب ، طول أمل [١] واستبعاد أجل ، كيف نزل به الموت فأزعجه
عن وطنه ، وأخذه من مأمنه ، محمولا على أعواد المنايا ، يتعاطى به الرّجال الرّجال
حملا على المناكب ، وإمساكا بالأنامل [٢]
أما رأيتم الّذين يومّلون بعيدا ، ويبنون مشيدا ، ويجمعون كثيرا ، كيف أصبحت
بيوتهم قبورا ، وما جمعوا بورا ، [٣]
وصارت أموالهم للوارثين ، وأزواجهم لقوم آخرين ، لا فى حسنة يزيدون ، ولا من سيّئة
يستعتبون؟! فمن أشعر التّقوى قلبه برّز مهله [٤] وفاز عمله ،
فكلما رأيت حيا زعمت
أنك باق مثله
[١] طول : مفعول
لأجله ، أى : كان منه ذلك لطول الأمل الخ
[٢] أعواد المنايا :
النعش ، و «يتعاطى به الرجال الرجال» أى : يتداولونه : تارة على أكتاف هؤلاء ، وتارة
على أكتاف هؤلاء. وقد فسره بما بعده من قوله «حملا على المناكب وإمساكا بالأنامل»
[٣] المشيد ـ بوزن
المبيع والمعيب ـ اسم مفعول من «شاده» إذا بناه بالشيد ، وهو الجص ، وفى التنزيل :
«وَقَصْرٍ
مَشِيدٍ» والبور : الفاسد الهالك ، و «قوم بور»
أى : هلكى ، وقال اللّه تعالى : «وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً»
والبور : جمع ، واحده بائر ، مثل حائل وحول
[٤] «يستعتبون»
رواه قوم بالبناء للمجهول ، ومعناه حينئذ أنهم لا يعاتبون على فعل سيئة صدرت منهم
أيام حياتهم ، أو لا يستطيعون وهم موتى أن يفعلوا ما يعاتبون عليه. ورواه قوم
بالبناء للمعلوم ، ومعناه حينئذ مأخوذ من قولهم «استعتب فلان» إذا طلب أن يعتب ، أى
: يرضى ، وقوله «فمن أشعر التقوى قلبه» معناه جعلها ملازمة له كما يلازم الشعار
الجسد ، وتقول : «برز الرجل على أقرانه» أى : فاقهم. والمهل : التقدم فى الخير ، أى
: فاق تقدمه إلى الخير على تقدم غيره
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 21