نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 49
قطع به [١] ، فهو من لبس الشّبهات فى مثل نسج
العنكبوت [٢]
: لا يدرى أصاب أم أخطأ : فإن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ ، وإن أخطأ رجا أن يكون قد
أصاب ، جاهل خبّاط جهالات. عاش ركّاب عشوات [٣]
لم يعضّ على العلم بضرس قاطع [٤] يذرى الرّوايات
إذراء الرّيح الهشيم [٥]
[١] المبهمات.
المشكلات لأنها أبهمت عن البيان ، كالصامت الذى لم يجعل على ما فى نفسه دليلا. ومنه
قيل لما لا ينطق من الحيوان بهيمة. والحشو : الزائد الذى لا فائدة فيه. والرث : الخلق
البالى ضد الجديد ، أى : أنه يلاقى المبهمات برأى ضعيف لا يصيب من حقيقتها شيئا ، بل
هو حشو لا فائدة له فى تبينها ، ثم يزعم بذلك أنه بينها
[٢] الجاهل بالشىء :
من ليس على بينة منه فاذا أثبته عرضت له الشبهة فى نفيه وإذا نفاه عرضت له الشبهة
فى إثباته. فهو فى ضعف حكمه فى مثل نسخ العنكبوت ضعفا ، ولا بصيرة له فى جوه الخطأ
والاصابة فاذا حكم لم يقطع بأنه مصيب أو مخطىء وقد جاء الامام فى تمثيل حاله بأبلغ
ما يمكن من التعبير عنه.
[٣] خباط : صيغة
مبالغة من خبط الليل إذا سار فيه على غير هدى ، ومنه خبط عشواء. وشبه الجهالات
بالظلمات التى يخبط فيها السائر ، وأشار إلى التشبيه بالخبط والعاشى : الأعمى أو
ضعيف البصر أو الخابط فى الظلام ، فيكون كالتأكيد لما قبله والعشوات : جمع عشوة
مثلثة الأول ، وهى ركوب الأمر على غير هدى.
[٤] من عادة عاجم العود
ـ أى : مختبره ليعلم صلابته من لينه ـ أن يعضه فلهذا ضرب المثل فى الخبرة بالعض
بضرس قاطع. أى : أنه لم يأخذ العلم اختبارا بل تناوله كما سول الوهم وصور الخيال ،
ولم يعرض على محض الخبرة ليتبين أحق هو أم باطل
[٥] الهشيم : ما يبس من
النبت وتفتت ، وأذرته الريح إذراء : أطارته ففرقته. ويروى يذرو الروايات كما تذرو
الريح الهشيم ، وهى أفصح ، قال اللّه تعالى : «فَأَصْبَحَ هَشِيماً
تَذْرُوهُ اَلرِّيٰاحُ» وكما أن
الريح فى حمل الهشيم وتبديده لا تبالى بتمزيقه واختلال نسقه ، كذلك هذا الجاهل
يفعل فى الروايات ما تفعل الريح بالهشيم (٤ ـ ن ـ ج ـ ١)
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 49