نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 50
لاملىء واللّه
بإصدار ما ورد عليه ، ولا هو أهل لما فوّض إليه [١] لا يحسب العلم فى شىء ممّا أنكره ، ولا
يرى أنّ من وراء ما بلغ مذهبا لغيره ، وإن أظلم أمر اكتتم به [٢] لما يعلم من جهل نفسه ، تصرخ من جور
قضائه الدّماء ، وتعجّ منه المواريث [٣]
إلى اللّه أشكو من معشر يعيشون جهّالا [٤] ويموتون ضلاّلا ليس
فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلى حقّ تلاوته [٥] ولا سلعة أنفق بيعا ولا
أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه ، ولا عندهم أنكر من المعروف ، ولا أعرف
من المنكر.
١٨ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
فى ذم اختلاف العلماء فى الفتيا
ترد على أحدهم القضيّة فى حكم من
الأحكام فيحكم فيها برأيه ، ثمّ ترد
[١] الملىء بالقضاء
: من يحسنه ويجيد القيام عليه ، وهذا لا ملىء باصدار القضايا التى ترد عليه وإرجاعها
عنه مفصولا فيها النزاع ، مقطوعا فيها الحكم. أى : غير قيم بذلك ، ولا غناء فيه
لهذا الأمر الذى تصدر له. وروى ابن قتيبة بعد قوله لا ملىء واللّه باصدار ما ورد
عليه (ولا أهل لما قرظ به) أى : مدح به ـ بدل ولا هو أهل لما فوض إليه
[٤] إلى اللّه متعلق
بأشكو ، وفى رواية إسقاط لفظ أشكو فيكون إلى اللّه متعلقا بتعج. وقوله من معشر : يشير
إلى أولئك الذين قمشوا جهلا
[٥] تلى حق تلاوته : أخذ
على وجهه وما يدل عليه فى جملته وفهم كما كان النبى وأصحابه صلّى اللّه عليه وسلّم
يفهمونه. وأبور من بارت السلعة : كسدت. وأنفق من النفاق ـ بالفتح ـ وهو الرواج. وما
أشبه حال هذا المعشر بالمعاشر من أهل هذا الزمان
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 50