نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 48
فى أغباش الفتنة ، عم
بما فى عقد الهدنة [١]
قد سمّاه أشباه النّاس عالما وليس به ، بكّر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا
كثر [٢] حتّى إذا
ارتوى من آجن ، واكتنز من غير طائل [٣]
، جلس بين النّاس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره [٤] ،
فإن نزلت به إحدى المبهمات هيّأ لها حشوا رثّا من رأيه ، ثمّ
وأوضعه راكبه فهو
موضع به ، أى : مسرع به. وقوله «عاد فى أغباش الفتنة» الاغباش : الظلمات ، واحدها
غبش بالتحريك ، وأغباش الليل بقايا ظلمته. وعاد : بمعنى مسرع فى مشيته ، أى : أنه
ينتهز افتتان الناس بجهلهم وعماهم فى فتنتهم فيعدو إلى غايته من التصدر فيهم
والسيادة عليهم بما جمع مما يظنه الجهلة علما وليس به ، ويروى «غار فى أغباش
الفتنة» : من «غره يغره» إذا غشه وهو ظاهر
[١] عم : وصف من
العمى ، أى : جاهل بما أودعه اللّه فى السكون والاطمئنان من المصالح ، وقد يراد
بالهدنة إمهال اللّه له فى العقوبة وإملاؤه فى أخذه ، ولو عقل ما هيأ اللّه له من
العقاب لأخذ من العلم بحقائقه ، وأوغل فى النظر لفهم دقائقه ، ونصح للّه ولرسوله وللمؤمنين.
[٢] بكر : بادر إلى
الجمع كالجاد فى عمله يبكر إليه من أول النهار ، فاستكثر : أى : احتاز كثيرا «من
جمع» بالتنوين ، أى : مجموع قليله خير من كثيره ، إن جعلت ما موصولة ، فان جعلتها
مصدرية كان المعنى : قلته خير من كثرته. ويروى جمع بغير تنوين ولا بد من حذف على
تلك الرواية ، أى : من جمع شىء قلته خير من كثرته
[٣] الماء الآجن : الفاسد
المتغير الطعم واللون ، شبه به تلك المجهولات التى ظنها معلومات ، وهى تشبه العلم
فى أنها صور قائمة بالذهن فكأنها من نوعه ، كما أن الآجن من نوع الماء ، لكن الماء
الصافى ينقع الغلة ويطفىء من الأوار. والآجن يجلب العلة ويفضى بشاربه إلى البوار.
واكتنز : أى عد ما جمعه كنزا ، وهو غير طائل ، أى دون ، خسيس.
[٤] التخليص : التبيين ،
والتبس على غيره : اشتبه عليه
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 48