نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 44
ولقد نبّئت بهذا
المقام وهذا اليوم ، ألا وإنّ الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها
فتقحّمت بهم فى النّار [١]
ألا وإنّ التّقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمّتها ، فأوردتهم الجنّة ، حقّ
وباطل ، ولكلّ أهل [٢]
فلئن أمر الباطل لقديما فعل ، ولئن قلّ الحقّ فلربّما ولعلّ ، ولقلّما أدبر شىء
فأقبل [٣]
[١] الشمس ـ بضمتين
وبضم فسكون ـ جمع شموس وهى من «شمس» كنصر أى منع ظهره أن يركب ، وفاعل الخطيئة
إنما يقترفها لغاية زينت له يطلب الوصول إليها ، فهو شبيه براكب فرس يجرى به إلى
غايته ، لكن الخطايا ليست إلى الغايات بمطايا ، فانها اعتساف عن السبيل واختباط فى
السير ، لهذا شبهها بالخيل الشمس التى قد خلعت لجمها ، لأن من لم يلجم نفسه بلجام
الشريعة أفلتت منه إلى حيث ترديه وتتقحم به فى النار. وتشبيه التقوى بالمطايا
الذلل ظاهر ، فان التقوى تحفظ النفس من كل ما ينكها عن صراط الشريعة ، فصاحبها على
الجادة لا يزال عليها حتى يوافى الغاية. والذلل : جمع ذلول ، وهى المروضة الطائعة
السلسة القياد.
[٢] أى : أن ما يمكن
أن يكون عليه الانسان ينحصر فى أمرين : الحق ، والباطل ، ولا يخلو العلم منهما. ولكل
من الأمرين أهل : فللحق أقوام ، وللباطل أقوام ، ولئن أمر الباطل ـ أى : كثر بكثرة
أعوانه ـ فلقد كان منه قديما لأن البصائر الزائغة عن الحقيقة أكثر من الثابتة
عليها. ولئن كان الحق قليلا بقلة أنصاره فلربما غلبت قلته كثرة الباطل ، ولعله
يقهر الباطل ويمحقه
[٣] هذه الكلمة
صادرة من ضجر نفسه يستبعد بها أن تعود دولة لقوم بعد ما زالت عنهم. ومن هذا المعنى
قول الشاعر : ـ
وقالوا يعود الماء
فى النهر بعد ما
ذوى نبت جنبيه وجف
المشارع
فقلت : إلى أن
يرجع النهر جاريا
ويوشب جنباه تموت
الضفادع
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 44