نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 229
وألحقنى بمن هو أحقّ
بى منكم : قوم ، واللّه ، ميامين الرّأى [١]
مراجيح الحلم مقاويل بالحقّ ، متاريك للبغى ، مضوا قدما [٢] على الطّريقة ، وأوجفوا على المحجّة [٣] فظفروا بالعقبى الدّائمة ، والكرامة
الباردة [٤] أما واللّه ليسلّطنّ
عليكم غلام ثقيف الذّيّال الميّال [٥] : يأكل
خضرتكم ، ويذيب شحمتكم إيه أبا وذحة! قال الشريف : أقول : الوذحة : الخنفساء ، وهذا
القول يومىء به إلى الحجاج ، وله مع الوذحة حديث [٦] ليس
هذا موضوع ذكره
[١] ميامين : جمع
ميمون ، وهو المبارك ، و «مراجيح» : أى : حلماء من «رجح» إذا ثقل ومال بغيره ، والمراد
الرزانة ، أى : رزناء الحلم ـ بكسر الحاء ـ وهو العقل ، ومقاويل : جمع مقوال ، وهو
من يحسن القول ، ومتاريك : جمع متراك ، وهو المبالغ فى الترك
[٢] القدم ـ بضمتين
ـ : المضى إلى أمام ، أى : سابقين
[٣] الوجيف : ضرب من
سير الخيل والابل ، وأوجف خيله : سيرها بهذا النوع ، أى : أسرعوا على الطريق
المستقيمة
[٤] من قولهم : «عيش
بارد» أى : هنىء ويقال «غنيمة باردة ، وكرامة باردة» إذا كانت قد أخذت بغير حرب ولا
عسف ، وذلك ان المأخوذ بالحرب حار فى المعنى ، لما يلاقيه كاسبه من العناء فى
تحصيله.
[٥] الذيال : الطويل
القد ، الطويل الذيل ، المتبختر فى مشيته ، وأصله من «ذال» إذا تبختر وجر ذيله على
الأرض تيها وعجبا ، وجر الذيول من أعمال المتكبرين ، و «الميال» : الجائر الظالم
العادل عن طريق الحق والعدل ، و «يأكل خضرتكم» يستأصل أموالكم ، و «يذيب شحمتكم» مثله
، وكلتا الجملتين استعارة ...
[٦] قالوا : إن الحجاج
رأى خنفساء تدب إلى مصلاه فطردها ، فعادت ، ثم طردها فعادت ، فأخذها بيده فلسعته ،
فورمت يده ، وأخذته حمى من اللسعة فأهلكته ، قتله اللّه بأضعف مخلوقاته وأهونها ،
وأصل الوذح : ما يتعلق بأذناب الشاة من أبعارها فيجف ، وسميت الخنفساء وذحة على
التشبيه بالبعرة
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 229