نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 164
بيّناتك ، وإنّك أنت
اللّه الّذى لم تتناه فى العقول فتكون فى مهبّ فكرها مكيّفا [١] ولا فى رويّات خواطرها فتكون محدودا
مصرّفا [٢]
ومنها
: قدّر ما خلق فألطف تقديره ، ودبّره
فأحكم تدبيره ، ووجّهه لوجهته فلم يتعدّ حدود منزلته ، ولم يقصّر دون الانتهاء إلى
غايته ، ولم يستصعب إذ أمر بالمضىّ على إرادته [٣]
وكيف وإنّما صدرت الأمور عن مشيئته؟ المنشىء أصناف الأشياء بلا رويّة فكر آل إليها
، ولا قريحة غريزة أضمر عليها [٤] ولا تجربه أفادها من
حوادث الدّهور [٥] ولا شريك أعانه على
ابتداع عجائب الأمور ، فتمّ خلقه وأذعن لطاعته ، وأجاب إلى دعوته ، ولم يعترض دونه
ريث المبطىء [٦] ولا أناة المتلكّئ [٧] فأقام من الأشياء أودها [٨] ونهج
[١] أى : لم تكن
متناهيا محدود الأطراف حتى تحيط بك العقول فتكيفك بكيفية مخصوصة