نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 163
حقاق مفاصلهم [١] المحتجبة لتدبير حكمتك لم يعقد غيب
ضميره على معرفتك [٢]
ولم يباشر قلبه اليقين بأنّه لا ندّ لك ، وكأنّه لم يسمع تبرّؤ التّابعين من
المتبوعين إذ يقولون : «تَاللّٰهِ
إِنْ كُنّٰا لَفِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ
اَلْعٰالَمِينَ» كذب العادلون بك [٣] إذ شبّهوك بأصنامهم ونحلوك حلية
المخلوقين بأوهامهم [٤]. وجزّأوك تجزئة
المجسّمات بخواطرهم ، وقدّروك على الخلقة المختلفة القوى [٥] بقرائح
عقولهم ، وأشهد أنّ من ساواك بشىء من خلقك فقد عدل بك ، والعادل بك كافر بما
تنزّلت به محكمات آياتك ، ونطقت عنه شواهد حجج
إلى إقامة وجودها
بما يمسكها من قوته بمنزلة الناطق بذلك المعترف به ، وقوله «باضطرار» متعلق بدلنا
، و «على معرفته» متعلق به أيضا ، أى : دلنا على معرفته بسبب أن قيام الحجة اضطرنا
لذلك ، و «ما دلنا» مفعول لأرانا ، و «ظهرت فى البدائع الخ» معطوف على «أرانا»
[١] الحقاق : جمع حق
ـ بضم الحاء ـ وهو رأس العظم عند المفصل ، واحتجاب المفاصل : استتارها باللحم والجلد
، وذلك الاستتار مما له دخل فى تقوية المفاصل على تأدية وظائفها التى هى الغاية من
وضعها فى تدبير حكمة اللّه فى خلقة الأبدان ، والمراد من شبهه بالانسان ونحوه
[٢] غيب الضمير : باطنه
، والمراد منه هنا العلم واليقين ، أى : لم يحكم بيقينه فى معرفتك بما أنت أهل له.
[٣] العادلون بك.
الذين عدلوا بك غيرك ، أى : سووه بك وشبهوك به
[٤] نحلوك : أعطوك ، وحلية
المخلوقين : صفاتهم الخاصة بهم من الجسمانية وما يتبعها ، أى : وصفوك بصفات
المخلوقين ، وذلك إنما يكون من الوهم الذى لا يصل إلى غير الأجسام ولواحقها ، دون
العقل الذى يحكم فيما وراء ذلك