نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 129
وأتوكّل عليه كافيا
ناصرا ، وأشهد أنّ محمّدا ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ عبده ورسوله ، أرسله لإنفاذ
أمره ، وإنهاء عذره [١]
وتقديم نذره [٢].
أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه الّذى ضرب الأمثال [٣] ، ووقّت لكم الآجال ، وألبسكم الرّياش
، وأرفغ لكم المعاش ، وأحاطكم بالإحصاء ، وأرصد لكم الجزاء ، وآثركم بالنّعم
السّوابغ ، والرّفد الرّوافغ ، وأنذركم بالحجج البوالغ ، وأحصاكم عددا ، ووظّف لكم
مددا ، فى قرار خبرة ، ودار عبرة ، أنتم مختبرون فيها ،
أى الظاهر بذاته
المظهر لغيره ، ومن كان كذلك لم تخالط التصديق به ريبة. والقريب الهادى جدير بأن
تطلب منه الهداية ، والقادر القاهر حقيق بأن يستعان به ، لأنه قوى على المعونة ،
والكافى الناصر حرى بأن يتوكل عليه
[١] إنهاء عذره : إبلاغه
، والعذر هنا : كناية عن الحجج العقلية والنقلية التى أقيمت ببعثة النبى صلّى
اللّه عليه وسلم على أن من خالف شريعة اللّه استحق العقاب ، ومن جرى عليها استحق
جزيل الثواب
[٢] النذر : جمع
نذير ، أى : الأخبار الالهية المنذرة بالعقاب على سوء الأعمال أو هو مفرد بمعنى
الانذار
[٣] ضرب الأمثال : جاء
بها فى الكلام ، لايضاح الحجج ، وتقريرها فى الأذهان ، و «وقت الآجال» جعلها فى
أوقات محدودة لا متقدم عنها ولا متأخر ، والرياش : ما ظهر من اللباس ، ووجه النعمة
فيه أنه ساتر للعورة واق من الحر والبرد. وقد يراد بالرياش الخصب والغنى ، فيكون «ألبسكم»
على المجاز و «أرفغ لكم» أى : أوسع ، يقال : رفغ عيشه ـ بالضم ـ رفاغة ، أى : اتسع
، و «أحاطكم بالاحصاء» أى : جعل إحصاء أعمالكم والعلم بها عملا كالسور : لا تنفذون
منه ولا تتعدونه ، ولا تشذ عنه شاذة و «أرصد لكم الجزاء» أعده لكم فلا محيص عنه ،
والرفد : جمع رفدة ـ ككسرة وكسر ـ وهى : العطية ، والروافغ : الواسعة والحجج
البوالغ : الظاهرة البينة ، و «وظف لكم مددا» أى : قدر لكم ، والمدد : جمع مدة ، أى
: عين لكم أزمنة تحيون فيها «فى قرار خبرة» أى : فى دار ابتلاء واختبار (٩ ـ ن ـ ج
ـ ١) وهى دار الدنيا ، وفيها الاعتبار والاتعاظ ، والحساب عليها ، أى : على ما
يؤتى من خير وشر
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 129