responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 239

صغار المخلوقات

وسُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائِمَ [٢١٢٩] الذَّرَّةِ [٢١٣٠] ـ والْهَمَجَةِ [٢١٣١] إِلَى مَا فَوْقَهُمَا مِنْ خَلْقِ الْحِيتَانِ والْفِيَلَةِ ـ ووَأَى [٢١٣٢] عَلَى نَفْسِه أَلَّا يَضْطَرِبَ شَبَحٌ مِمَّا أَوْلَجَ فِيه الرُّوحَ ـ إِلَّا وجَعَلَ الْحِمَامَ [٢١٣٣] مَوْعِدَه والْفَنَاءَ غَايَتَه.

منها في صفة الجنة

فَلَوْ رَمَيْتَ بِبَصَرِ قَلْبِكَ نَحْوَ مَا يُوصَفُ لَكَ مِنْهَا ـ لَعَزَفَتْ نَفْسُكَ [٢١٣٤] عَنْ بَدَائِعِ مَا أُخْرِجَ إِلَى الدُّنْيَا ـ مِنْ شَهَوَاتِهَا ولَذَّاتِهَا وزَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا ـ ولَذَهِلَتْ بِالْفِكْرِ فِي اصْطِفَاقِ أَشْجَارٍ [٢١٣٥] ـ غُيِّبَتْ عُرُوقُهَا فِي كُثْبَانِ [٢١٣٦] الْمِسْكِ عَلَى سَوَاحِلِ أَنْهَارِهَا ـ وفِي تَعْلِيقِ كَبَائِسِ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ فِي عَسَالِيجِهَا وأَفْنَانِهَا [٢١٣٧] ـ وطُلُوعِ تِلْكَ الثِّمَارِ مُخْتَلِفَةً فِي غُلُفِ أَكْمَامِهَا [٢١٣٨] ـ تُجْنَى [٢١٣٩] مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ فَتَأْتِي عَلَى مُنْيَةِ مُجْتَنِيهَا ـ ويُطَافُ عَلَى نُزَّالِهَا فِي أَفْنِيَةِ قُصُورِهَا ـ بِالأَعْسَالِ الْمُصَفَّقَةِ [٢١٤٠] والْخُمُورِ الْمُرَوَّقَةِ ـ قَوْمٌ لَمْ تَزَلِ الْكَرَامَةُ تَتَمَادَى بِهِمْ ـ حَتَّى حَلُّوا دَارَ الْقَرَارِ وأَمِنُوا نُقْلَةَ الأَسْفَارِ ـ فَلَوْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُ ـ بِالْوُصُولِ إِلَى مَا يَهْجُمُ عَلَيْكَ مِنْ تِلْكَ الْمَنَاظِرِ الْمُونِقَةِ [٢١٤١] ـ لَزَهِقَتْ نَفْسُكَ شَوْقاً إِلَيْهَا ـ ولَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِي هَذَا ـ إِلَى مُجَاوَرَةِ أَهْلِ الْقُبُورِ اسْتِعْجَالًا بِهَا ـ جَعَلَنَا اللَّه وإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْعَى بِقَلْبِه ـ إِلَى مَنَازِلِ الأَبْرَارِ بِرَحْمَتِه.

نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست