responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 168

زَهِيدٌ وشَرُّهَا عَتِيدٌ [١٥٤٠] ـ وجَمْعُهَا يَنْفَدُ ومُلْكُهَا يُسْلَبُ وعَامِرُهَا يَخْرَبُ ـ فَمَا خَيْرُ دَارٍ تُنْقَضُ نَقْضَ الْبِنَاءِ ـ وعُمُرٍ يَفْنَى فِيهَا فَنَاءَ الزَّادِ ـ ومُدَّةٍ تَنْقَطِعُ انْقِطَاعَ السَّيْرِ ـ اجْعَلُوا مَا افْتَرَضَ اللَّه عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِكُمْ واسْأَلُوه مِنْ أَدَاءِ حَقِّه مَا سَأَلَكُمْ.

وأَسْمِعُوا دَعْوَةَ الْمَوْتِ ـ آذَانَكُمْ قَبْلَ أَنْ يُدْعَى بِكُمْ ـ إِنَّ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا تَبْكِي قُلُوبُهُمْ وإِنْ ضَحِكُوا ـ ويَشْتَدُّ حُزْنُهُمْ وإِنْ فَرِحُوا ـ ويَكْثُرُ مَقْتُهُمْ أَنْفُسَهُمْ وإِنِ اغْتَبَطُوا [١٥٤١] بِمَا رُزِقُوا ـ قَدْ غَابَ عَنْ قُلُوبِكُمْ ذِكْرُ الآجَالِ ـ وحَضَرَتْكُمْ كَوَاذِبُ الآمَالِ ـ فَصَارَتِ الدُّنْيَا أَمْلَكَ بِكُمْ مِنَ الآخِرَةِ ـ والْعَاجِلَةُ أَذْهَبَ بِكُمْ مِنَ الآجِلَةِ ـ وإِنَّمَا أَنْتُمْ إِخْوَانٌ عَلَى دِينِ اللَّه ـ مَا فَرَّقَ بَيْنَكُمْ إِلَّا خُبْثُ السَّرَائِرِ ـ وسُوءُ الضَّمَائِرِ ـ فَلَا تَوَازَرُونَ ولَا تَنَاصَحُونَ ـ ولَا تَبَاذَلُونَ ولَا تَوَادُّونَ ـ مَا بَالُكُمْ تَفْرَحُونَ بِالْيَسِيرِ مِنَ الدُّنْيَا تُدْرِكُونَه ـ ولَا يَحْزُنُكُمُ الْكَثِيرُ مِنَ الآخِرَةِ تُحْرَمُونَه ـ ويُقْلِقُكُمُ الْيَسِيرُ مِنَ الدُّنْيَا يَفُوتُكُمْ ـ حَتَّى يَتَبَيَّنَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِكُمْ ـ وقِلَّةِ صَبْرِكُمْ عَمَّا زُوِيَ [١٥٤٢] مِنْهَا عَنْكُمْ ـ كَأَنَّهَا دَارُ مُقَامِكُمْ وكَأَنَّ مَتَاعَهَا بَاقٍ عَلَيْكُمْ ـ ومَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَ أَخَاه بِمَا يَخَافُ مِنْ عَيْبِه ـ إِلَّا مَخَافَةُ أَنْ يَسْتَقْبِلَه بِمِثْلِه ـ قَدْ تَصَافَيْتُمْ عَلَى رَفْضِ الآجِلِ وحُبِّ الْعَاجِلِ ـ وصَارَ دِينُ أَحَدِكُمْ لُعْقَةً [١٥٤٣] عَلَى لِسَانِه ـ صَنِيعَ مَنْ قَدْ فَرَغَ مِنْ عَمَلِه وأَحْرَزَ رِضَى سَيِّدِه.

نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست