responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 2  صفحه : 501

ما أوجبت من الفضيلة فبطل فضلان.

و أما قولك إنه أضافه إليه بذكر الصحبة فإنه أضعف من الفضلين الأولين لأن اسم الصحبة يجمع بين المؤمن و الكافر و الدليل على ذلك قوله تعالى‌ قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا[1] و أيضا فإن اسم الصحبة تطلق بين العاقل و بين البهيمة و الدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل القرآن بلسانهم فقال الله عز و جل‌ وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ‌[2] إنهم سموا الحمار صاحبا فقالوا

إن الحمار مع الحمار مطية

فإذا خلوت به فبئس الصاحب.

و أيضا قد سموا الجماد مع الحي صاحبا قالوا ذلك في السيف شعرا-

زرت هندا و ذاك غير اختيان‌

و معي صاحب كتوم اللسان.

يعني السيف فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن و الكافر و بين العاقل و البهيمة و بين الحيوان و الجماد فأي حجة لصاحبك فيه.

و أما قولك إنه قال‌ لا تَحْزَنْ‌ فإنه وبال عليه و منقصة له و دليل على خطئه لأن قوله‌ لا تَحْزَنْ‌ نهي و صورة النهي قول القائل لا تفعل لا يخلو أن يكون الحزن وقع من أبي بكر طاعة أو معصية فإن كان طاعة فإن النبي ص لا ينهى عن الطاعات بل يأمر بها و يدعو إليها و إن كان معصية فقد نهاه النبي ص عنها و قد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه.

و أما قولك إنه قال‌ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فإن النبي ص قد أخبر أن الله معه و عبر عن نفسه بلفظ الجمع كقوله‌ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ‌[3] و قيل أيضا في هذا إن أبا بكر قال- يا رسول الله حزني على أخيك علي بن أبي طالب ما كان منه فقال له النبي ص‌ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا أي معي و مع أخي علي بن أبي طالب ع.

و أما قولك إن السكينة نزلت على أبي بكر فإنه ترك للظاهر لأن الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيده بالجنود و كذا يشهد ظاهر القرآن في قوله- فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها[4] فإن كان أبو بكر هو صاحب السكينة فهو صاحب الجنود و في هذا إخراج للنبي ص من النبوة على أن هذا الموضع لو كتمته عن صاحبك كان خيرا لأن الله تعالى أنزل السكينة على النبي ص في موضعين- كان معه قوم مؤمنون فشركهم فيها فقال في أحد الموضعين- فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‌ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى‌[5] و قال في الموضع الآخر- أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‌ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ‌


[1] الكهف: 35.

[2] إبراهيم: 4.

[3] الحجر: 9.

[4] التوبة: 41.

[5] الفتح: 26.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 2  صفحه : 501
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست